حرب طاحنة على «تويتر» بين الأتراك على وسميْ “أردوغان رَكع إسرائيل وأردوغان صديق إسرائيل”

190

 

27qpt969

 

 

 

 

 

 

 

 

القدس العربي_ Buyerpress

إسطنبول ـ «القدس العربي»: اشتعلت حرب إلكترونية طاحنة على مواقع التواصل الاجتماعي بين المغردين الأتراك على خلفية توقيع اتفاق تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل، تخللتها عشرات آلاف التغريدات بين مؤيد ومعارض للاتفاق الذي أنهي قطيعة بين البلدين استمرت منذ الهجوم الإسرائيلي على سفينة المساعدات التركية «مافي مرمرة» قبل 6 سنوات.
ففي الوقت الذي غرد فيه أنصار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم على وسمي #حصار_غزة_يتكسر و #أردوغان_رَكع_إسرائيل، في إشارة إلى تحقيق المطالب التركية التي كانت ترفضها إسرائيل، حسب تقديرهم، رد عليهم معارضون للاتفاق بالتغريد على (هاشتاق) وسم #أردوغان_صديق_إسرائيل باللغة التركية، ووسم #أردوغان_حبيب_إسرائيل باللغة الإنكليزية.
مناصرو أردوغان رأوا في الاتفاق الأخير نصراً كبيراً للحكومة التركية والرئيس فهو تمكن من تحقيق الشروط التركية من خلال إجبار إسرائيل على الاعتذار لتركيا، ومن ثم دفع تعويضات لأسر الضحايا، بالإضافة إلى خضوع إسرائيل للطلب التركي برفع الحصار عن غزة، بحسب تقديرهم ووصفهم.
لكن المعارضين رأوا في الاتفاق رضوخا تركيا وتنازلا عن الشروط السابقة، معتبرين أن المصالحة تأخرت لسنوات طويلة لتحقيق مطلب رفع حصار غزة لكنه لم يتحقق في النهاية ولن يتغير شيء سوى إدخال بعض المساعدات الإنسانية للقطاع، معتبرين أن أردوغان هدم جميع الشعارات التي كان يستغلها وأظهر أنه «ذو وجهين» على حد تعبيرهم.
وبموجب الاتفاق ستقدم إسرائيل 20 مليون دولار لأسر الضحايا الأتراك، وتسهيلات تتعلق بالسماح لتركيا بإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، والعمل على بناء محطة توليد كهرباء وأخرى لتحلية المياه، مع الإبقاء على الحصار البري والبحري المفروض على القطاع منذ 10 سنوات. وكتب أحد المؤيدين لأردوغان على تويتر: «القائد أردوغان أول زعيم في العالم يجبر إسرائيل على الاعتذار»، بينما رأى آخر أن «إسرائيل لم تعتذر لأي دولة في العالم سوى لتركيا.. الزعيم أردوغان أجبرها على الاعتذار»، وبارك آخر للشعب التركي بـ»الانتصار الذي حققه الرجل الطويل (لقب يطلقه أنصار أردوغان عليه)».
وصمم أنصار الرئيس العديد من البوسترات التي تم تناقلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي احتوت على صور تمجد أردوغان وتحتوي على أبيات شعر تمتدحه، وبرر مناصرو الاتفاق بأنه لأجل قطاع غزة وسيساهم في تخفيف أعباء الحصار عن السكان.
ورأى أحد الصحافيين المقربين من الحكومة أن الاتفاق بمثابة يوم تاريخي لتركيا، وكتب على تويتر: «إسرائيل ترضخ لمطالب تركيا، فاليكتب التاريخ ذلك»، وكتب مغرد آخر: «أكتب يا تاريخ، الطيب أردوغان أول زعيم يجبر إسرائيل على التنازل والاعتذار، أردوغان أجبر إسرائيل على الركوع»، واعتبر آخر أن «سيدي الرئيس (أردوغان) إسرائيل لم تعتذر لقد أجبرتها أنت على الاعتذار».
يذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قدم اعتذاراً رسمياً لرئيس الوزراء التركي آنذاك رجب طيب أردوغان قبل ثلاثة أعوام عن الهجوم الإسرائيلي على السفينة التركية، وذلك بضغط من الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
في المقابل، هاجم معارضي أردوغان الاتفاق بقوة، وكتب أحدهم على تويتر: «أقصر نكتة في العصر الحديث أن يقال أن الاتفاق لمصلحة تركيا»، ورأى آخر أن «الاتفاق كشف الوجه الآخر لأردوغان بعد أن خدع الأتراك والعرب بالشعارات»، وتسائل ثالث «كيف يقوم من ادعى نصرة المظلومين بالتصالح مع المجرمين وقاتلي الأطفال (إسرائيل)».
ونشر عدد كبير من المغردين صوراً من أخبار ومقاطع فيديو تحتوي على تصريحات أردوغان السابقة التي هاجم فيها إسرائيل ووصفها بقاتلة الأطفال وشدد من خلالها على أن بلاده لن تتنازل عن شرط رفع الحصار عن غزة، لافتين إلى الاتفاق لا يشمل رفع الحصار، ونشر آخرون صوراً كوميديه تصور أردوغان وهو يرفع علم إسرائيل على قصره الرئاسي.
وعلى سبيل السخرية، استخدم الأتراك شعار شركة «كوكاكولا» للمشروبات الغازية للتعبير عن تصالح الحكومة مع إسرائيل، كون الأتراك يعتبرون المنتج من الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي ويدعون بشكل دائم إلى مقاطعته، حيث قام مغردون بتركيب صور لأردوغان وهو يشرب «كوكاكولا» ووضعوا شعار الشركة على صور القصر الرئاسي.
وبينما شارك أنصار حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة التركية في الهجوم على الاتفاق وأردوغان، نشر أنصار الرئيس مقاطع فيديو لكمال كليتشدار أوغلو زعيم الحزب وهو ينتقد الحكومة بسبب قطعها العلاقات مع إسرائيل ويطالب فيها بسرعة إعادة العلاقات مع تل أبيب كون «تركيا تبقى بحاجة إلى إسرائيل»، على حد وصفه.
وامتد النقاش الحاد الذي شارك فيه عشرات آلاف المغردين إلى النشطاء العرب الذين غردوا على الوسوم نفسها وأخرى باللغة العربية وانقسموا بين مؤيدين للاتفاق، وآخرين صبوا جام غضبهم اتجاه تركيا وأردوغان بسبب ما وصفوه «الخيانة والتطبيع والصداقة مع إسرائيل».

 

 

التعليقات مغلقة.