ما الذي تشترطه موسكو للهدنة في حلب؟

172

 

لافروف ديمستورا

 

الجزيرة نت – Buyerpress

“حلب ستنضم إلى نظام التهدئة في غضون الساعات أو الأيام القادمة” هكذا عنون وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نتائج مباحثاته في موسكو مع المبعوث الأممي إلى سوريا ستفان دي ميستورا.

غير أن لافروف حدد شروطا لإدخال حلب في نظام التهدئة الذي تم التوصل إليه بالتوافق مع الأميركيين، حيث أكد أن على قوات المعارضة المعتدلة والمؤيدة للهدنة أن تخلي مدينة حلب إذا كانت تريد ألا تستهدف، فضلا عن تأكيده بأن وقف النار لن يشمل جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية المصنفيْن في قرار مجلس الأمن رقم 2254 كتنظيمات إرهابية.

وجاءت مباحثات لافروف دي ميستورا خلاصة لمساع دبلوماسية وتنسيق روسي أميركي لإعادة الحياة للهدنة المنتهكة في سوريا، التي سيقوم بمراقبتها مركز روسي أميركي في جنيف من المفترض أن يبدأ عمله الأيام القادمة تحت رعاية الأمم المتحدة.

وأشاد دي ميستورا بهذا المركز المرتقب، وحدد بعض مهامه قائلا “المهمة الرئيسية هي تنفيذ عملية ردع لخروقات نظام وقف الأعمال القتالية بشكل مباشر. ونعول على أن هذا المركز سيوسع نطاق عمله في المستقبل”.

ويرى المتابعون للشأن السوري أن التنسيق الروسي الأميركي حول سوريا وصل إلى أعلى مستوياته, وأن موسكو لم تخف أبدا التنسيق مع واشنطن حول الوضع في حلب، الأمر الذي بات واضحا من خلال تصريحات المسؤولين الروس والأميركيين الأيام الأخيرة.

يقول الأكاديمي الروسي (من أصل عربي) محمود الحمزة إن “التفاهم والاتفاق المبدئي بين واشنطن وموسكو موجود حول الحل في سوريا، وهذا ما تم حسمه منذ زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى سوتشي السنة الماضية ولقائه الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية لافروف” معبرا عن اعتقاده بأنهم “رسموا الخطوط الأساسية لهذا الحل، لكن المشكلة تكمن في التفاصيل والإخراج”.

حمزة
الأكاديمي الروسي (من أصل عربي) محمود الحمزة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ويرى الحمزة أن الأحداث الأخيرة التي تجري في حلب والموقف الدولي السالب تجاهها يؤكدان “وجود خارطة معينة يجب أن تفرض على السوريين، كالمفاوضات، التي لا تعد هدفا بحد ذاتها، وإنما الهدف هو الخروج بنتيجة محددة لاستمرار العملية السياسية”.

وحول إمكانية تغيير الموقف الروسي من الملف السوري، يضيف الحمزة “لا أرى أي إمكانية في احتمال تغيّر الموقف الروسي. موسكو اتخذت موقفا إستراتيجيا قبل بداية الثورة وهو دعم النظام السوري. فكما قال أحد الدبلوماسيين الروس بداية 2011 (معركة دمشق هي معركة موسكو)”.

واعتبر أن “هناك محاولة من الإعلام الروسي والدبلوماسيين الروس لتشويه الحقيقة وذر الرماد في العيون، فهم يصورون الوضع بطريقة تبيّن حرصهم على الهدنة والحل السياسي، ولكن على طريقتهم، فبعد النتائج المحدودة التي حققها تدخلهم عسكريا في سوريا يريدون الآن الإبقاء على نظام الأسد على الأقل خلال الفترة الانتقالية”.

التعليقات مغلقة.