القيادة في روجآفا  والمتحاورون في جنيف

64
بافي يلماز
شيرو محمد شرو

” لقد سخروا عندما تأسست المجالس المحليّة, وكذلك رفضوا الآساييش, ونعتوها بعصابات الـ “ب ي د”, وحين تم إنشاء قوات حماية الشعب قالوا هي مجموعات مسلحة وهم بمثابة الميليشيات. وبقي المتحاورون في جنيف على هذا المنوال من تخوين وإرهاب على منابر الإعلام ليلاً و نهارا.. والسؤال الذي يطرح نفسه وبقوّة.. لمَ هذا الحقد ؟؟

من لا يملك العصا الغليظة ليس بوسعه التحاور, ومن لا يملك الاقتصاد ليس بإمكانه أن يكون مخيّراً في السياسة, فهما جانبان أساسيان لسير عملية الحوار. بدأت القيادة في روجآفا ومع بدء الثورة السورية برسم السياسة التي سوف يتم العمل عليها كأساس لحلّ القضية الكردية والسورية, وعملت عليها بكلّ جدّ, بل وحاولت منذ بداية الأزمة الحفاظ على المؤسسات العامة, كونها ملك المجتمع. ومع حماية المؤسسات كان لابد من توعية المجتمع, وتفعيل التنظيم وبناء الكومينات والمجالس وإعطاء التدريب والمحاضرات الجماعية في قلب الشوارع ومعها مكبرات الصوت حتى يتم كسر حاجز الخوف من أزلام النظام البعثي الشوفيني وأتباعه.

وفي هذه الحالة ومع وجود الفوضى الأمنية كان لابد من قوة عسكرية أو أمنيه لحماية الشعب وممتلكاتهم من أصحاب النفوس الضعيفة والمتربّصة للفراغ السياسي والأمني, لذا تمّ تأسيس قوة الآساييش رغم الامكانيات الضعيفة لتتطور هذه القوة لاحقاً وتغدو في مصاف المقاييس العالمية, ومع استكمال بناء مؤسسات روجآفا تمّ لفت أنظار الأعداء إلى هذه التطورات ومنها الدولة التركية, العدوّ اللدود للكرد ومكتسباته, لذا سارعت لإنشاء صنيعتها “جبهة النصرة” والكتائب المتطرفة على أمل أن تستطيع هذه الكتائب احتلال روجآفا.

وعلى إثر ذلك كان من الضروري تشكيل قوة عسكرية للدفاع عن مكتسبات روجآفا وشعبها, و تم بالفعل تشكيل قوات حماية الشعب وقوات حماية المرأة والتي أثبتت للقاصي والداني بأنها القوة الوحيدة التي تستحوذ على مفاتيح الاستقرار لعموم روجآفا في ظل الإعلان عن الفدرالية والعمل بالإدارة الذاتية لتكون النموذج الذي يحتذى بها عموم المكوّنات في سوريا.

أما المتحاورون في جنيف وما قبلها, فقد عمدوا إلى مهاجمة كل الخطوات التي خطتها قيادة روجآفا من قبل, فسخروا عندما تأسست المجالس وكذلك رفضوا الآساييش, ونعتوها بعصابات الـ “ب ي د”, وحين تم إنشاء قوات حماية الشعب قالوا هي مجموعات مسلحة وهم بمثابة الميليشيات. وبقي المتحاورون في جنيف على هذا المنوال من تخوين وإرهاب على منابر الإعلام ليلاً و نهارا. والسؤال الذي يطرح نفسه وبقوّة.. لمَ هذا الحقد ؟؟

الغاية من هذه الأساليب هي التمهيد لفتح الطريق إلى جنوب كردستان, ومن ثم إلى أحضان أردوغان ومن ثم إلى السعودية وإلى جنيف, على حساب دماء الشهداء, ليكون في عهد لوزان وبأمرة أردوغان حسب أقواله هو, بأن هؤلاء هم الجيدون, ومن قدم الشهداء وحافظ على مكتسبات روجآفا..!

نسي المتحاورون أنهم يسلكون طريق ( ايننو ) في لوزان, يصرّحون أن لديهم بيشمركة روجآفا والائتلاف لديه جيش الحر, أفليس الأولى بهم أن تنضم بيشمركة روجآفا – إن صح التعبير- إلى صفوف جيش الحر, كون قيادتهم ضمن الائتلاف. ألا يجدر بهم أن يذهبوا الى درعا أو حلب لمقاتلة النظام ؟

سؤال برسم التركيز عليه من قبل الجميع, لأن ما يفعلونه في الشيخ مقصود تعدّ جريمة وخيانة لكل من يسكت عليها, وإن التعويل على “جنيف” وترك الشعب والاستماع لديمستورا ومصافحته وعدم ذكر كلمة ( الكرد ) في ورقة أعماله وكذلك السكوت عن هذا التغاضي تعتبر خيانة لكل المبادئ الوطنيّة والكرديّة.

التعليقات مغلقة.