الى روح حلبجة

54

الى روح حلبجة

أَليْسَ لِكَائِنٍ/شَبَحٍ أن يَربُتَ عَلى كَتِفك أو يَمْسَحَ ( حَنونَاً ) بِراحَة يَدهِ جَبينَكَ المُتَعَرِّق ؟!!
كانَ الحُلُم يَرتدي زيَّ رَجُل ثلجٍ ذَابَ نِصْفُه, مُبْتَسِمَاً يُشيرُ:
الأَولادُ يَلهَونَ آخِرَ الزُّقَاق وَيُرَدِّدونَ أنَاشيدَ البَحَّارَةِ بِنَغَمٍ مُخَنَّثْ, سِرْ يَا بُنَيّ: ( العَتمَةُ بَابُكَ المُوارَبُ فَابْحَثْ عن النَّجَاة )…بِلا مُبَالاةٍ مَضَيتُ دونَ أنْ يَلحَظَ أحَد, دَهستُ بِخَطَواتي شَالَهَا المَرميَّ….تَعَثَّرتُ, سَقْطْتُ, بَكيتُ / دُموعي عَلَى الوِسَادة / …
أَلَيسَ لأَحَدٍ ( حَتّى ولو ميّت قديم نَسيتُ مَلامحَهْ ) أَن يُخَفِّفَ الوجَع؟ ( أحْملُ رَأسي كُرَةَ شَوكٍ بينَ رَاحتيّ وأُنكِرُ: شَعْري مَا كَانَ مُجعَّدَاً هَكَذا !! ),أَسناني كَانَت صَفرَاءَ مَنخورَة وهَذهِ الأَسنانُ النَّاصِعَةُ ليسَت ليْ!! أَصرُخُ .. وَلا أحَدَ يَمْسَحُ ( رَقيقَاً ) بِراحَةِ يَدِهِ كَومَةَ الأشواق …لَا أحَدْ ينتشِلُني من الخيَالِ الذي أنَا فيه..!!
_________________________________________________
/ كُنْتُ أَكْرَهُ الرَّبيعَ يَا (شيرو ).. كُنْتُ أَكْرَههْ وَكُنْتُ عَلَى صَوابْ /:
لَنْ يَبْقَى مِنَ الغُبَارِ إلّا مَا نُحبّْ, نحتَفِظُ بالأحْجَارِ المَرميَّةِ, نُقَبِّلُهَا وندوِّنَ ألقَابَ الأحبَّةِ بِرَأفَةٍ ..
لَنْ نَكْتَفي يَا أَصْدِقَاءُ بِالورودِ في غَابَاتِ الألَمْ, لا, سَنَبني قُصُورَاً لذكرياتِنَا ونَمْضي نَحو الفَجْرِ نَغْسُلُ الوَجَعَ وَنَرَتِّبهُ لَيليقَ بِنَا كَمُلوكْ ..
كُنْتُ أَكْرَهُ الرَّبيعَ يَا شيرو, كُنْتُ أَكْرَهُهْ ….
جوان تتر

التعليقات مغلقة.