جنيف: اجتماع تنسيقي لـ16 شخصية.. والهيئة العليا تتجه للمقاطعة

41

438منهجية جديدة للمفاوضات أعلن عنها المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، خلال مؤتمره الصحافي في مقر الامم المتحدة في جنيف، مرتكزاً على ثقل روسي- أميركي، خوله كسر حلقة الضغط السعودية، ومنع الهيئة العليا للتفاوض من أحادية تمثيل المعارضة، لتستقر صورة الوفود التي ستدعى، الثلاثاء، للمشاركة في “جنيف-3” على أساس الصلاحيات التي منحها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 لدي ميستورا، مع مراعاة اجتماعات المعارضين في القاهرة، وموسكو، والرياض.

ستة اشهر من المفاوضات، تبدأ من دون شروط مسبقة في التاسع والعشرين من الشهر الحالي، وتعقد في قاعات منفصلة “إلى أن تتوفر الظروف لعقد مباحثات مباشرة”، قال دي ميستورا إنها سترتكز على مجموعة من الأولويات: “إعلان وقف اطلاق نار شامل، وامكانية وقف خطر داعش، وبالتالي زيادة المساعدات الانسانية”. وتبعاً لهذه المعطيات، جُهزت قاعات الأمم المتحدة لاستقبال الوفود السورية في قاعتين منفصلتين، واستحدث جدار طويل فصل الممرات المؤدية الى القاعات، وعزل البهو الداخلي للطابق الثاني من المقر بشكل يمنع الصحافيين نهائياً من التواصل مع المتحاورين.

المفاوضات قد تعقد بمن حضر، هذا ما يفهم من كلام دي ميستورا الذي صيغ بلهجة تحذيرية، بقوله إن اجتماع المعارضة الذي سيعقد في الرياض، اليوم، سيأتي بعد توجيه الدعوات وهذا “أمر مهم، لأنهم سيعرفون أن المسألة باتت جدية وملحة”.

وبحسب مصادر، يتوقع أن تتجه الهيئة العليا للتفاوض إلى إعلان مقاطعتها لـ”جنيف-3″، على أن يعلن الائتلاف والفصائل العسكرية مجتمعين هذا الموقف. وينتظر أن تعلن المعارضة من خارج وفد الرياض، تشكيلة وفدها للمفاوضات خلال الساعات المقبلة، بعد بدء وصول شخصيات معارضة الى جنيف الليلة الماضية، للمشاركة في اجتماعات تنسيقية استعداداً لتلقي دعوات دي ميستورا، وتنتمي هذه الشخصيات، وبحسب ما عملت “المدن” عددها 16، إلى “منتدى موسكو”، و”لقاء القاهرة”، و”تجمع الحسكة”، ومن بينهم قدري جميل، ورندا قسيس، وماجد حبو، وصالح محمد مسلم.. إضافة إلى آخرين. وذُكر في جنيف أن “هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي” التي يتزعمها حسن عبدالعظيم ستنسحب من وفد الرياض، وتنضم الى الوفد المشترك.

وذكر مصدر من الأمم المتحدة في نيويورك، أن المؤتمر الصحافي لدي ميستورا يعتبر “مرحلة جديدة في مسار الملف السوري في الامم المتحدة، لأنه تمكن من استعادة المبادرة والتلويح بفرض الصيغة النهائية للوفود المشاركة، بالارتكاز على توافق أميركي – روسي، حصل في لقاء زوريخ بين وزيري الخارجية الاميركي والروسي (20 يناير/كانون الثاني الحالي)، وإلى قرار مجلس الأمن 2254 الداعي لمشاركة واسعة من أطياف المعارضة”. وأضاف المصدر أن دي ميستورا الذي “بدا كمن تلقى جرعة كبيرة من الدعم” تخطى الاعراف المألوفة في المؤتمرات، وإلزامية الحضور بالتخلي عن الجلسة الافتتاحية، ومد فترة المفاوضات الى ستة أشهر، تتم فيها الاجتماعات على شكل جولات واجتماعات متفرقة، “ما يعني متسعاً من الوقت للمناورة. فإذا أعلن وفد الرياض المقاطعة في البداية سيكون ملزماً للحضور لاحقاَ لنيل حصته من التسويات المنتظرة”.

لكن المصدر تخوف من رفع سقف أهداف هذه المفاوضات الى حد يصعب تحقيقه، إلى “درجة نتساءل الى أي مدى سيتمكن دي ميستورا من تحقيق مطلب كوقف شامل لإطلاق النار وبأية وسائل؟”. ورأى المصدر انه في حال قرر المشاركة في المباحثات، سيكون وفد الرياض قادراً على استرجاع وزنه بالتفاوض على جعل فرض الهدنة أمراً ممكناً، نظراً لسيطرته على جبهات عدة على الارض، “خصوصاً مع الحديث عن امكانية تشكيل وفد جديد للمعارضة واستبدال الشخصيات الجدلية بأخرى مقبولة دولياً.

وكالات

التعليقات مغلقة.