فصلة يوسف نائب رئيس المجلس الوطني الكردي لـ Buyerpress

91

 

12544668_1206740309340813_1662247094_o– الأولويّة هي في دخول قوات بيشمركة روجآفا إلى مناطقنا الكرديّة, ولكن إذا استمرت مرحلة المفاوضات بخطوات متتالية واعُتبرت البيشمركة جزءً من الجيش العربيّ السّوريّ في المستقبل، حينها يكون القرار للمجلس, لا أستطيع الجزم.

– أعتقد أنّه من وجهة نظر عامة, هذا الكلام منطقي, فعلى القياديّ العيش مع أبناء شعبه, وقاعدته الجماهيريّة. يبقى النضال في الداخل هو النضال الحقيقّي, حتى نكون مصدر ثقة ومصداقيّة لدى شعبنا يجب أن نكون بجانبهم.

– بصراحة كان المجلس غير مُفعَّلا إلى حدٍّ ما, نشاطه هابط قليلا, ربُّما كانت هناك خلافات للأحزاب, وكانت السبب الرئيس لتعطيل المجلس, والآن لا توجد هذه الخلافات, وأحزابها مُتفِقة سياسيّا تماما.

– ربّما هو الواقع.. في حركة المجتمع الديمقراطي هناك أحزاب عبارة عن أشخاص, وفي المجلس أيضاً قد تصادفك هذه الحالة.

– المجلس الوطني لم يطلب رسميّاً من التقدّمي العودة إلى المجلس، وباب المجلس مفتوح أمام الجميع.

–  الفكرة التي طرحتها علي لكي يقوم المجلس الوطني باعتصامات من أجل فك الحصار عن عفرين فكرة جيّدة سأقترحها على الزملاء..!

– ندين الهجمات والممارسات التركيّة التي تقوم بها السلطات التركيّة ضدّ شعبنا الكرديّ, وأوضحنا ذلك في بيانٍ رسميٍّ أننا مع عملية السلام التي يقودها السيّد عبدالله أوجلان في تركيا, ولا زلنا نطالب, فمهما امتد أمد الحرب لا بد من السلام.

– لم نكن راضين عن الحضور الكرديّ, كمكوّن كردي نسبتنا 15% من سكان سوريا, ولا عن البيان الذي أخرج من مؤتمر الرياض.

 

أجرى الحوار: أحمد بافى آلان

 

 

 “فصلة يوسف، عضو المكتب السياسيّ في حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي), ونائب رئيس المجلس الوطني الكرديّ. معلمة , خريجة كلية التربية, تولُّد 1970, من سكان محافظة الحسكة, متزوّجة لديها ثلاثة أولاد, الأكبر “آياز” حاصل على شهادة الهندسة المعلوماتيّة، “يلماز” جامعي يدرس قسم البتروكيميا , سنة ثالثة، “آزاد” ثانويّة علميّة”.

 

– متى امتهنت فصلة يوسف العمل السياسيّ؟

انتسبت لصفوف حزب الديمقراطي الكرديّ في سوريا (البارتي) منذ العام 1987- لاحقا- وبعد الانشقاق, انضممت إلى حزب الموحّد- جناح  ” اسماعيل عمر”- الذي غدا فيما بعد حزب الوحدة. وكأيّ حزبيّ مررت بجميع الهيئات الحزبيّة, بدءً من الفرقة, ثم عضو فرع محلي, فمنطقيّ, وفي مؤتمر الوحدة السابع 2012 والذي عقد في مدينة عفرين, حضرت المؤتمر, وترشّحت للهيئة القياديّة, وأصبحت عضواً في المكتب السياسيّ لحزب الوحدة الذي لا يزال يقوده حتى الآن سكرتير الحزب محي الدين شيخ آلي.

– ماهي الأسباب الرئيسيّة للخلافات التي حصلت لاحقا في جسم حزب الوحدة الأمّ؟

حزب الوحدة من الأحزاب السياسيّة المعروفة على الساحة السياسيّة, وله تاريخ نضالي عريق, ومن الأحزاب الكرديّة السبّاقة التي كانت تدعو إلى  عقد مؤتمر وطني كرديّ, كان يعمل على الخطّين؛ الوطني السوريّ العام, والقوميّ الكرديّ, وكان دائماً من الأحزاب التي تدعو – بقيادة المرحوم إسماعيل عمر – إلى وحدة الصفّ الكرديّ, وكان له دور بارز في انتفاضة 12 آذار, وهو من الأحزاب التي انضمت إلى إعلان دمشق. بعد رحيل صمّام أمان الحزب الاستاذ اسماعيل عمر, استلم السكرتير شيخ آلي مهام القيادة في الحزب, ولكن ما حصل هو أنْ السيد الشيخ آلي لم يلتزم ببرامج الحزب السياسيّ, وخطّه النضالي العام, وكان في جميع مقابلاته, كتاباته, وتصاريحه الرسميّة ينحرف عن الخطّ السياسيّ العام للحزب, وكان ميّالاً إلى محور الـ (PYD) و (Tev – Dem), وكحزب الوحدة فأنّ خطّنا السياسيّ بعيدٌ كلّ البعد عن هذا المحور, وكان هذا أحد الأسباب الأساسيّة للانشقاق ضمن صفوف الحزب, وحاولنا جاهداً إعادة الحزب إلى وضعه الطبيعيّ ومساره الصحيح, إلا أننا لم نفلح في ذلك, فما كان أمامنا إلا الانشقاق, أمران أحلاهما مرّ..!

– ألم يتمّ في المؤتمر الأخير قبل عامين مناقشة توجّه الوحدة إلى المحور الذي ذكرته؟

كان المؤتمر ناجحاً بامتياز, وبكل المقاييس, كانت البرامج السياسيّ إرادة المؤتمرين, والتقرير السياسيّ والمناقشات والآراء كانت جيدة جداً, ولا يوجد لدينا أيّة ملاحظات على البرامج السياسيّ للحزب, إنما العاملين في الحزب كانوا يعملون خارج هذه البرامج, نحن نعمل حالياً على نفس برامجنا السابق. نتبنى نفس مقررات مؤتمر عفرين وبرامجه السياسيّ, ولم نغيّر منه شيئاً, إنّما شخص السكرتير ومجموعة القيادة التي كانت حوله لم تلتزم.

– لماذا انتخبتم الشيخ آلي سكرتيراً للحزب؟

هذه كانت إرادة المؤتمرين, واحترمناها, وليست لدينا عليه أية ملاحظة, بقدر ماهي خلافات سياسية, كان شخصاً مقبولا لدى الجميع حين انُتخب, ولكنه لم يلتزم بالبرامج السياسيّ وخطّ الحزب.

– هل كنتم من أنصار الانشقاق في حزب الوحدة أم كانت لديكم أنتم  شخصيّاً رأي آخر؟

لم تكن لدينا أيّة آراء أخرى, بل حاولنا على مدى سنتين جاهدين تصحيح مسار الحزب, وكرأي شخصي كنت ضدّ الانشقاق تماماً, لكني عندما لم أجد نفسي في الحزب ما أدافع عنه, من برامجه, نهجه وخطّه السياسيّ, ارتأيت النأي بنفسي والعمل خارج الحزب.

– ما هو موقعكِ السياسيّ في حزب الوحدة المُنشَق؟

لم نعقد مؤتمراً بعد عمليّة الانشقاق حتى الآن, عقدنا اجتماعاً موسّعاً فقط,  ما زلت في المكتب السياسيّ للحزب, وقريبا سينعقد مؤتمرنا.

– ماذا عن الأحزاب الي لم تعقد مؤتمرها الحزبي وتشارك في المناصب والقرارات في المجلس الوطني الكرديّ ويتبوؤون المناصب فيه, مثل حزب الوحدة (جناح كاميران حاج عبدو) والحزب الديمقراطي الكرديّ في سوريا “البارتي” (جناح خليل إبراهيم)؟

قد تنعقد مؤتمراتنا في الأيام القليلة القادمة, وسبب عدم انعقادها حتى الآن هي الظروف, وقبل ثلاثة أيام فقط انسحب قياديّ آخر من حزب الوحدة (شيخ آلي) في هيئة الدائرة السياسيّة وهو صالح عمر, ونحن تركنا الباب مفتوحا لكلّ من يودّ الانضمام إلينا.

– أقصد الأحزاب المنضوية داخل المجلس والمنشقة عن أحزابها وليس لها أي مؤتمر حزبيّ شرعيّ, أنتم من تمثّلون دخل المجلس الوطني الكرديّ؟

نحن نمثّل حزبنا, كوني انتخبت في المؤتمر السابع العام لحزب الوحدة, ولا زلت أنا نفسي قياديّة في حزب الوحدة, أنا من التزمت ببرامج الحزب وبقرارات المؤتمر وخطّه السياسيّ, وسكرتير الحزب وباقي أعضاء القيادة هم من لم يلتزموا بهذا الشيء.

– هل أفهم منكم أنّكم أنتم الطرف الشرعي لهذه الأحزاب؟

هذه هي الحقيقية, بالتأكيد, والدليل من يلتزم بالبرامج هو الحزب, أما هم فتخلّوا عن الحزب.

– ما منصب الدكتور كاميران حاج عبدو في حزب الوحدة؟

هو سكرتير الحزب المكلّف في الاجتماع الموسّع الذي عقد في مدينة كركي لكي, لحين انعقاد المؤتمر.

– سكرتير الحزب “المكلّف” يقود الحزب في أحلك الظروف ويعيش في الخارج..! ألا ترون معي أن هناك  تناقضاً في الأمر؟

كان الدكتور قياديّا في الحزب حتى قبل عملية الانشقاق أيضاً, وهو موجود في ألمانيا منذ عقود, الآن هو مكلف, وبرأيي إنّ الإنسان  يستطيع أن يقوم بواجبه وعمله أينما كان, ولكن لو كان في الداخل كان سيكون أفضلاً, ومع ذلك فأنّ النسبة الكبيرة من شعبنا يعيش في الخارج, وأكثر  جالية هي موجودة في أوروبا, وسكرتيرنا السابق أيضاً كان موجوداً في عفرين, وطيلة سنتين كاملتين, لم يزر القامشلي أو يحضر اجتماعاً واحداً, بينما الدكتور كاميران يحضر كل 3-4 أشهر ويحضر الاجتماعات. ومثله مثل أي سكرتير آخر, يدخل روجآفا ويخرج منها دون أية عراقيل.

– هل فكّر المجلس الوطني الكرديّ باتخاذ قرار بشأن القيادات التي تعيش في الخارج وقواعدها في الداخل ؟

أعتقد أنه من وجهة نظر عامة, هذا كلام منطقي, فعلى القيادي العيش مع أبناء شعبه, وقاعدته الجماهيريّة, ولكن في هذه الظروف حيث نصف أبناء الشعب يعيش خارج الوطن لا نستطيع أن نفرض على القياديين الذين لديهم ظروف أيضاً.

– لكنك تعملين بالداخل, وبوسعك السفر الآن خارج الوطن, لكنك اخترت البقاء, رغم أنك سيّدة, وربّة منزل, ولديك عائلة وأبناء؟

طبعاً هذا يعود إلى الظروف الشخصيّة للفرد, أنا أفضّل البقاء في الداخل مع شعبي, أقف معهم, أناضل معهم, أعيش معاناتهم,  سيّما في هذه الظروف الصعبة؛ بالنتيجة يبقى النضال في الداخل هو النضال الحقيقّي, حتى نكون مصدر ثقة, ومصداقيّة لدى شعبنا يجب أن نكون بجانبهم.

– الرؤى السياسيّة للمؤتمر الأخير لحزب الوحدة الذي عُقد في مدينة عفرين, لا تعمل على تصعيد الموقف السياسيّ مع حركة المجتمع الديمقراطيّ وحزب الاتحاد الديمقراطي, والقياديّة فصلة يوسف أنّـى تحدّثت أو صرحت أو تواجدت تهاجمهما وبشدّة, لذلك تـُكال لك الاتهامات أنك تعملين لصالح الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا؟

معظم تصريحاتي هي ما يحصل على أرض الواقع, وما يصدر عن (Tev – Dem) و (PYD) من قرارات مثل أدلجة المناهج ووضع اليد على أملاك المهاجرين, والتجنيد الاجباري, ومضايقة الإعلاميين ومضايقة النشطاء السياسيين, أرى كل هذه الممارسات لا تخدم القضيّة الكرديّة والشعب الكردي, لذا أرى نفسي كأيّ مواطنة كردية الدفاع عن شعبي.

– لكن مقررات حزب الوحدة كانت ترى العمل على تطوير هذه الإدارة وليس تصعيد العلاقة معها؟

ليست هناك في مقررات مؤتمرنا أي شيء يتعلق بالإدارة الذاتية الحالية, لكن كان لدينا في برامجنا السياسي بند عن الإدارة الذاتية في المناطق الكرديّة كوحدة سياسية إدارية.

– يتحدّث البعض بأن المجلس يستخدم القياديّة فصلة يوسف لأنها امرأة وشجاعة, وربّما لا يوجد امرأة غيرك في قيادة الأحزاب الكرديّة أو  المجلس الوطني، لذلك أنت في الواجهة؟

أنا لم أجبر على شيء, وما أقوم به هي قناعاتي ومبادئي التي تربيت عليها, وبالنسبة لي, لحد اللحظة أعتبر نفسي أني لم أقدم شيئا لشعبي وقضيتي, ما أقوم به هو واجب طبيعي, ومستعدة لتقديم أي شيء, أفتخر أن أموت في سبيل قضية شعبي, القيادات الكردية ليست أقل شجاعة مني , وربّما هناك الأشجع بكثير, أنا أعتبر نفسي متدربة وتلميذة, ربّما أحس أنه لدي الكثير من الطاقة أريد منحها لشعبي, وأنا لا أخشى شيئاً, كل يوم أتجوّل في شوارع الحسكة والقامشلي ولوحدي, ولم يحصل لديَّ أدنى خوف, كوني أمارس قناعاتي, ومؤمنة أنه لو حدث لي شيء في سبيل قضيتي, سيكون لي الشرف.

– لم تظهر القياديّة فصلة يوسف على الساحة حتى الآن, بينما نرى أن نجمك سطع في الفترة الأخيرة وبسرعة, لِم في هذا الوقت تحديداً؟

ربّما السبب يعود لحساسيّة الموقع الذي استلمته, كل إنسان لديه طاقة, ولكن ربّما لا تظهر تلك الامكانات, الآن وبحكم منصبي كنائبة لرئيس المجلس الوطني الكرديّ استطعت التعبير بآرائي, والاقتراح على المجلس بأشياء, صراحة أريد النهوض بالمجلس, لأني أراه عنوانا يخدم القضيّة الكرديّة.

– برأيك كيف كان المجلس حتى تودّين النهوض به؟

بصراحة المجلس كان غير مفعّلا إلى حدٍّ ما, نشاطه هابط قليلا, ربّما كانت هناك خلافات للأحزاب, وكانت السبب الرئيس لتعطيل المجلس, والآن لا توجد هذه الخلافات, وأحزابها متفقة سياسيّا تماما, والمجالس السياسيّة تعمل, لا أدّعي هذا لأني في رئاسة المجلس, أيضاً القيادة الجديدة كان لها الدور في تحريك وتفعيل المجلس, وإعطائه نوع من الحركة, وربّما تزامن ذلك مع إصدار القرارات التي أصدرتها حركة المجتمع الديمقراطي على الشعب الكردي.

– يمتلك حزب الاتحاد الديمقراطي العديد من النساء القياديات في الحزب, عدا القياديّة فصلة يوسف, ماذا يمتلك المجلس الوطني الكردي من قياديات ضمن  صفوفه؟

طبعاً هناك القياديّة نارين متيني أيضاً , وهي رئيسة لجنة العلاقات في تيار المستقبل, هناك نساء في قيادات الـ (PDK- S) لكنها ليست موجودة في المجلس الوطني الكردي.

– لكن نارين متيني هي عضو المجلس, وليست عضو الأمانة وليست في قيادة المكتب الرئاسي, فلماذا لا يحاول المجلس إشراك العنصر النسائيّ, وقد نجحت تجربة فصلة يوسف في توسيع إمكانية العمل, فربّما تكون هناك سيدات أخريات يستطعن العمل السياسي.. من يقف أمام هذا الخيار؟      

المرأة الكردية تعمل منذ زمن بعيد في الحقل السياسيّ, وربّما في الدورات القادمة نرى وجوه نسائيّة كثيرة يتبوأن مناصب قياديّة ورئاسة المجلس أيضاً, والباب مفتوح. أنا مع المرأة في استلام أعلى المناصب, وأدافع عنها, وأؤمن بإمكاناتها.

– هل رشّحت السيّدة نارين متيني نفسها لعضوية الأمانة العامة أو المكتب الرئاسيّ؟

هي لم تترشح للمكتب الرئاسيّ, لكن حزبهم موجود في الأمانة العامة, ربّما هي بعض الأحيان ترسل زميلا لها في الأمانة العامة, وتستطيع أن تداوم في الأمانة العامّة.

– هل فكّرت للترشّح لرئاسة المجلس؟

حالياً, لا أفكر, ولكن ربّما في المستقبل, لا أستطيع التحديد.

– لماذا تمّ التمديد للهيئة الرئاسيّة في المجلس؟

اتّخذ المجلس هذا القرار ربّما بسبب الظروف التي نمرّ بها, وأعطينا الأولوية للوضع السياسيّ, والقضية السورية بشكل عامّ, والكردية على طاولة المفاوضات, ربّما من الأجدى التفكير بالقضية من الناحية السياسيّة, ماذا سنعمل في المستقبل؟ كيف سندعم الوفد المفاوض؟ ولذلك اعتمدنا رأي أحزاب المجلس مجتمعة بتمديد هذه الدورة بكافة مكاتب الحزب, بما فيهم مكتب الأمانة العامة, وذلك اختصارا للوقت, والاهتمام بالقضايا الأهم.

– لم تمّ تغيير المستقلين في رئاسة المجلس؟

لم يتم تغيير المستقلين, لا زال معنا الدكتور هجار والأستاذ خليل حسام, وباقي أعضاء الأمانة المستقلين انتخبوا حسب النظام الداخلي من جديد, نحن مُدِّد لنا, وهم انتخبوا من جديد, كافة المكاتب مُدّد لها, كانت هناك تعبئة فراغات, وإملاء شواغر.

– هناك أصوات  طالبت بعدم تغيير المستقلين, ولكن بالمقابل يجب تغيير الهيئة الرئاسيّة؟  

بالنسبة للهيئة الرئاسية قلنا أنّنا أكملنا ستة أشهر ونحن جاهزون لإعطاء المكان لمن يرغب في الإكمال من بعدنا, ولكن التوجّه العام للمجلس كان بشكل توافقي, وضرورة الاستمراريّة, بحكم أنّ أداء المجلس غدا أفضل من ذي قبل, وانتعش وضعه.

– هل عبّر أحد عن رأيه  بتغيير المجلس الرئاسيّ أو الترشُّح للمجلس الرئاسيّ؟

كان الجميع حرّاً برأيه, والكلّ أخذ حالة التوافق بالإجماع.

– لماذا تبتعد قيادة الديمقراطي الكردستاني – سوريا, كلياً عن استلام رئاسة المجلس الوطني الكرديّ؟

الأفضل أن يوجّه هذا السؤال لهم, لكن لا أظنّ أنهم يفكرون بهذه الطريقة, قد يرشّحون أنفسهم  في الدورة اللاحقة.

– من رشّح السيّد سيامند حاجو لمنصب لجنة العلاقات الخارجيّة في المجلس الوطني ؟

بعد مؤتمرنا السادس, وتشكيل مكتب لجنة العلاقات كان السيّد سيامند حاجو السابع في ترتيب الأصوات, أي أنه كان بمثابة احتياط, وبعد انسحاب التقدّمي من المجلس أصبح لدينا شاغر  في مكتب العلاقات الخارجيّة, وفي هذه الدورة, كان السيّد سيامند أعلى الأصوات, وأضيف هو والسيّد  طاهر سفوك إلى لجنة العلاقات الخارجيّة.

 

– من يدعم السيّد سيامند حاجو داخل المجلس وهو يعمل في الخارج ويقود الحزب من الخارج, وحسب المهتمين فأنّه ليست لديه قاعدة جماهيريّة كما يمتلك أي حزب كردي آخر؟

صحيح هو في الخارج, لكن لديه قاعدة في الداخل, ولديه رفاق في الأمانة وفي المكاتب, مثله مثل أي حزب, ولكن لا أعلم من يدعمه, هو حزب وزميل لنا في المجلس, وأخذ حقّه القانوني والشرعي في لجنة العلاقات حسب النظام الداخلي للمجلس, وليس بدعم أو انحياز.

– كمجلس وطني كرديّ بأيّ من تيار المستقبل الكرديّ تعترفون؛ الداخل أم الخارج؟

الاثنين معاً..

– كيف تقبلون تيارين بنفس الاسم, وتتعاملون معهما, ولهم خلافات عميقة جدّاً, وتقبلون السيّد سيامند في لحنة العلاقات الخارجيّة؟

لا أعلم حجم الخلافات بينهم, وبالنسبة لي لا أتدخل في شؤون الأحزاب, وليس لديّ ذلك الفضول, ولكن بالنسبة لعلاقتنا كمجلس, وكحزب الوحدة مع التيارين هي على نفس السويّة, ولا فرق بينهما لدينا, وهناك “يسارين” أيضاً في المجلس.

– في حين يذهب الشارع الكردي إلى توحيد الخطاب, نرى أن هناك أحزابا تنشق عن الأخرى, ويتمّ تبنّيها من قبل المجلس, لِم هذه الازدواجية في المواقف, ومن يتحكّم بقرارات المجلس, ويقبل ضم هذه الأحزاب (الأساسيّة والمنشقّة) إلى المجلس الوطني الكرديّ؟

ربّما هو الواقع.. في حركة المجتمع الديمقراطي هناك أحزاب عبارة عن أشخاص, وفي المجلس أيضاً قد تصادفك هذه الحالة.

– هل هناك أحزاب أشخاص في المجلس الوطني الكرديّ؟

لا أعتقد, ولكن هناك أحزاب صغيرة, في المجلس الوطني.

– هل تمّ تسوية الخلاف مع السيّد طاهر سفوك بدخوله لجنة العلاقات الخارجيّة؟

لا توجد خلافات للسيد طاهر سفوك مع المجلس, ربما كانت لديه رغبة أن يكون حزبه في مجلس العلاقات الخارجية, وتم التوافق عليه.

– يتساءل البعض, هل بمقدور السيد طاهر سفوك مزاولة مهامه، وهو في هذا العمر والحالة الصحيّة في لجنة العلاقات  الخارجية؟

حسبما صرح به السيد سفوك أنه يريد أن يكون في لجنة العلاقات, ولكن ليس من الضرورة أن يكون مع كل وفد يشكلونه, لديه خبرة كبيرة, خمسون عاما في السياسة, وحاليا يحضر دورات المجلس التي تطول احيانا من الصباح حتى المساء.

– ماذا عن مشروع التقدمي بشأن التحالف الثلاثي بينه وبين الـ (PDK-S) ويكيتي؟

سمعت بالأمر, ولكن لا أعلم عن الموضوع شيئاً, ولا يوجد حتى الآن شيء جدّي بهذا الموضوع, وحزبي الـ يكيتي والـ pdk-s لم يوافقا  – حسب علمي- على الموضوع.

– هل انتهى ملفّ التقدّمي بعد انسحابه من المجلس الوطني الكرديّ؟

بالتأكيد يبقى الباب مفتوحاً.. حزب التقدّمي من الأحزاب العريقة والمؤسسة لهذا المجلس ولم نكن نرغب يوماً أن نراهم خارج إطار المجلس, هذا خيارهم ونحن نحترمه.. لم نطالبه كمجلس وطني رسميّا بالعودة.

– ماذا لدى المجلس الوطني الآن من أجل الحصار المفروض على عفرين؟

بالنسبة لعفرين, يقينا هي إقليم كردي, وما يعانيه أهل عفرين, نعانيه نحن أيضاً, ونتألّم له, وطالبنا في أكثر من بيان المنظمات للتخفيف وتقديم المساعدات لعفرين, وفكّ الحصار, حتى أن السيّد مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان دعا في نداء لفكّ الحصار عن عفرين.

– أقصد لِم لم تنظموا مظاهرات واعتصامات أمام وسائل الإعلام للتنديد بهذا الشيء؟     

فكرة جيّدة نقترحها على الزملاء…!

– هناك أمر آخر, لم يقم المجلس حتى الآن سوى بإصدار بيان عمّا يحصل في باكور كردستان من حصار وقتل وتدمير للمدن الكرديّة؟

حاولنا أكثر من مرّة, وفي جميع بياناتنا نحن مع الحلّ السلمي وخارطة طريق السلام في كردستان تركيا, نحن مع كافّة حقوق شعبنا الكردي في كردستان تركيا, ونتضامن معهم, وندين هذه الهجمات والممارسات التركيّة التي تقوم بها السلطات التركيّة ضدّ شعبنا الكرديّ, وأوضحنا ذلك في بيانٍ رسميٍّ أننا مع عملية السلام التي يقودها السيّد عبدالله أوجلان في تركيا, ولا زلنا نطالب, فمهما امتد أمد الحرب لا بد من السلام.

– هل سنشهد مظاهرة قريبة للمجلس الوطني الكرديّ على الحدود التركيّة السوريّة لنصرة الشعب الكرديّ هناك؟

نحن نتضامن مع نضال شعبنا في الأجزاء الأربعة من كردستان, وأخصّ بها مقاومة  شعبنا في باكور كردستان.

– هل سيحضر المجلس الوطني الكرديّ مؤتمر جنيف3؟

بالتأكيد..

– هل وجهِّت لكم الدعوة رسميّاً؟

كلا لم توجّه لنا الدعوة الرسميّة, لكن لنا ممثّل رسمي عن المجلس الوطنيّ الكرديّ في الائتلاف هو السيّد فؤاد عليكو.

–  ستحضرون ضمن مقرّرات ورؤية الائتلاف؟

كلا, بل لدينا رؤيتنا الكردية, وهي مفصّلة وواضحة.

– لكن تمّ تجاهل هذه الرؤية والقضيّة الكرديّة في مؤتمر الرياض, ومخرجاته, ولم يأتوا على ذكرها سوى مرّة واحدة وبمصطلح كلمة “الأكراد”  في البيان الختامي؟

لم نكن راضين عن الحضور الكرديّ, كمكوّن كردي نسبتنا 15% من سكان سوريا, ولا عن البيان الذي أخرج من مؤتمر الرياض, وأيضاً ربّما كانت لنا تحفظات كثيرة عن البيان الذي لم يذكر حقوق المكوّنات, والشعب الكرديّ والقضيّة الكرديّة, ونعتبر هذا البيان بياناً لتجميع المعارضة لتكون الخطوة الأولى في بداية الطريق للوصول إلى المفاوضات, ونحن كمجلس وطني كرديّ سنستمر في هذه المفاوضات وسيكون لنا حضور, وسنعمل بكل جدّيّة, على أمل – إن شاء الله-  في المرحلة المقبلة ستقبل رؤيتنا السياسيّة, وحقوقنا أيضاً, وستأخذ وقتاُ على طاولة المفاوضات, ربّما في الأيام والشهور المقبلة على طاولة المفاوضات إذا استمر الوضع بهذا الشكل, وعدم الاعتراف بالشعب الكرديّ, وحقوقه, ومطالبه, سيكون لنا حينها موقف آخر.

– ماذا سيكون الموقف في حين انتهت المفاوضات ولم يتبنّى الائتلاف الوطني المعارض القضيّة الكرديّة؟

قرارنا حالياً هو المشاركة, وإذا استمرّت المفاوضات, ووصلنا إلى مرحلة الدستور والحكم الانتقالي مثلا, وتم تجاهل القضيّة الكرديّة, حينها سيكون لنا موقف بالتأكيد, وسيكون القرار حاسماً.

– يحاول الائتلاف السوري المعارض الآن تشكيل مجلس عسكري, وضمّ قوات بيشمركة روجآفا إليه, وقد تحارب قوات البيشمركة في الداخل السوريّ, هل سيوافق المجلس الوطني الكرديّ على هذا المشروع؟

بالنسبة لنا كمجلس وطني كردي, نرى بأن الأولويّة هي في دخول قوات بيشمركة روجآفا إلى مناطقنا الكرديّة, ولكن إذا استمرت مرحلة المفاوضات بخطوات متتالية واعُتبرت البيشمركة جزءً من الجيش العربيّ السّوريّ في المستقبل، حينها يكون القرار للمجلس, لا أستطيع الجزم.

 – أنتم معارضون للنظام وضمن الائتلاف, وتزاولون مهامكم في الداخل السوري بوجود النظام, لماذا لا يتعرض لكم النظام؟

ربّما لديه جبهات كثيرة, وأصبح مهتماً بساحات القتال, لم يرحمنا في يوم من الأيام, ولا زال لدينا معتقلين في سجونه.. ربما نحن قوى سياسية, وهو لديه أجندات أكبر, يحاول اعتقال المهتمين بالشأن العسكري.

– لم تخشَ القادة السياسيين في الائتلاف من دخول المناطق المحررة أو التي يتواجد فيها النظام؟

لأن النظام لا يؤمن جانبه, ولو  استطاع لسجن جميع قيادات الحركة الكرديّة والائتلاف الوطني, والحرب دائرة في ريف دمشق, وقريبة من القصر الجمهوريّ, وربّما هناك من يحميه في الجزيرة السورية وفي محافظة الحسكة, لذا فهو يغضّ النظر.

– أنتم تتهمون حزب الاتحاد الديمقراطي بالتعامل مع النظام, وفي ذات الوقت وقـّعتم اتفاقيات الشراكة لثلاث مرّات ربّما, وتطالبون بالشراكة الحقيقية, ألا ترون في ذلك تناقضاً في سياسات المجلس الوطني الكرديّ؟

كلا , ليس تناقضاً, هناك إطاران؛ هما المجلس الوطني الكردي, وحركة المجمع الديمقراطي, وربما سألتني قبل قليل عن ضعف تمثيل الكرد في المفاوضات, وهذا كله يعود إلى تجزُّأ الحركة الكرديّة وعدم توحيد الموقف, عقدنا اتفاقيات مع حركة المجتمع الديمقراطي عدّة اتفاقيات ولكن لم يكتب لها النجاح..

لحدّ الآن نحن مع جميع الاتفاقيات التي عقدناها معهم, وآخر قرار كان مؤتمرنا الثالث للمجلس الوطني الكرديّ, ولكن حسب شروط, ليست بهذا الشكل من الإدارة, ولا حتى الشكل العسكريّ بهذا الشكل, ولا السياسي أيضاً.

– من ناحية الشأن السياسيّ, كيف, ماذا تقصدين؟

قبل كل شيء الخطّ القومي الكرديّ, فحالياً جميع مؤسسات حركة المجتمع الديمقراطي, وأعلامها, وحزبها, وكل مؤسساتها لا  يوجد فيها شيء يدلّ على الكردايتي.

– هذا لم يكن من مخرجات دهوك, أنا أسأل لماذا يُتّهم هذا الحزب بالعمل مع النظام السوريّ أو لصالحه, وأنتم تحاولون الشراكة معه؟

الشراكة ليس بهذا الشكل, وإنّما ضمن شروط, كانت هناك رؤية سياسيّة مشتركة بين الطرفين, والحقوق القومية للشعب الكردي, كذلك الاعتراف الدستوريّ بالشعب الكرديّ, واللغة الكرديّة.

نحن لم نعمل مع حركة المجتمع الديمقراطي, لأنها لم تكن صاحب القرار, لأنها كانت تتراجع عما تقرره, وهذا دليل أنّها ليست صاحبة القرار, من ناحية أخرى, حينما تشاركنا معها, ما كنّا لنقبل الشراكة بهذا الشكل من الناحية العسكرية والإداريّة والسياسيّة, نحن لنا مشروع كرديّ قومي, وعلى هذا الأساس كانت الأيادي ستمتد لبعض.

تعاملنا, قبول الشراكة معها كان بداعي أنه هناك أمل بالعودة من ذلك الطريق. نسبة كبيرة من الشعب تدعمها, لهم الكثير من الشهداء والتضحيات, وهذا شيء لا يُنكر, وهي حقيقة موجودة أمام الأعين. وحين كنا نعقد معهم الاتفاقات كانت لنا آمال بثنيهم عن بعض السياسات والأمور ومنها التعامل مع النظام.

– طالما قرار حركة المجتمع الديمقراطي, ليست من الحركة, إذاً من أين يأتي قرار المجلس الوطني الكردي, وبشفافية؟

قراره من المجلس ذاته, وقبل أن تسأل ستقول أننا متهمون بأن قرارنا من الاقليم, لا أنكر أن اقليم كردستان, وسيادة الرئيس مسعود البارزاني يدعم المجلس ماديّاً, ومعنويا, ولكنه لا يفرض علينا أية أجندات.

اجتمعت مع السيد مسعود البارزاني, وكذلك أغلب القيادات اجتمعت معه عشرات المرات, وكان دائما يقول اتفقوا بين بعضكم وأنا معكم. حكومة الاقليم , والحزب الديمقراطي والرئيس مسعود يدعمون المجلس الوطني الكرديّ.

– هل أحزاب كوران والاتحاد الوطني الكردستاني متفقون مع الرئيس مسعود البارزاني على دعم المجلس الوطني الكرديّ, في الوقت الذي فتح الاتحاد الوطني مكاتب وممثليات للإدارة الذاتية في السليمانية؟

الأستاذ سعد بيري كان موجودا في القامشلي , والتقينا معه, كان موقفه جيدا, وكان لديه مشروع لعمل شيء ما, لكن لم نطلع على شيء من ماهية هذا المشروع.

– سيكون هناك في الأيام القليلة القادمة تشكيل إطار ثالث للأحزاب الكرديّة, وربّما يكون التقدمي – حسب المهتمين والتسريبات- على رأس هذا الإطار, حينها, كيف ستكون المعادلة السياسيّة في روجآفا بين الإطار الثالث و (Tev – Dem) والمجلس الوطني الكرديّ؟

باعتقادي هذ الإطار حليف لإطار (Tev – Dem) وأكثريّة أحزابها مرخّصة منها, وموجودة فيها, وأيضاً تدور في فلكها, لا أعتقد أنه إطار جديد, قد يكون رديفاً, أو تابعاً.

هل تتفقين معي أن هناك أحزاب داخل هذا الإطار لديها حجمها, وربّما تتغير بعض الموازين مع دخول التقدّمي إليها؟

باعتقادي أحزاب الإطار الثالث غير جريئة في موقفها, كان الأولى بها حسم موقفها, إما مع المجلس الوطني, أو مع حركة المجتمع الديمقراطيّ, والشارع الكردي يعرف مع من تعمل هذه الأحزاب, هي أحزاب مرخَّصة من قبلهم, وتعمل مع مؤسساتهم وهيئاتهم, ومندمجين معهم, يتصرّفون بطريقة ما, ويدّعون غير ما يفعلون، فليكن المرء صريحا في موقفه, ولا يخجل منه.

– قد تكون مناورات سياسيّة من قبلهم؟

هذه المناورات السياسيّة مكشوفة وجليّة, تاريخ هذه الأحزاب معروفة للجميع,  ونحن أبناء بلد واحد.

– هل هناك ما يشين في تاريخ هذه الأحزاب؟

ليس القصد, وإنّما أود القول, أننا قريبون من بعض, ونعلم تاريخ جميع هذه الأحزاب, لا يوجد هناك إطار ثالث, أغلبية هذه الأحزاب كانت ضمن المجلس الوطني الكرديّ, وكان تفكيرهم وخطّهم السياسيّ وميلهم لحركة المجتمع الديمقراطي واضحاً, وحالياً أغلبيتها مرخّصة, فلا داعي لإطار ثالث, وإنما أنا أرى هذا الإطار تابعاً, ورديفاً, ومكملا, وتدور في نفس الفلك.

– أهم المشاكل والخلافات التي ظهرت في الاجتماع الأخير للمجلس الوطني الكردي؟

لم تكن هناك أية خلافات أبداً , وحضر الاجتماع الأخير أكثر من ستين عضواً, بل العكس كان أسهل وأنجح اجتماعاً, أنجزناه في الوقت المحدد دون خلافات, وكلنا خرجنا منه راضيين, وكلنا أمل أن نضع خارطة طريق لستة أشهر قادمة, و أن نعمل بكل قوّة من أجل تطوير وتفعيل هذا المجلس في خمة الشعب الكرديّ.

 

نشر هذا الحوار في صحيفة Bûyerpress في العدد 35 بتاريخ 2016/1/15

 

12570903_1206746059340238_336586071_n

 

التعليقات مغلقة.