ريدور خليل الناطق الرسمي باسم وحدات حماية الشعب في حوار خاص لـ “Bûyerpress”

67

r

أعتقد أن السيد صالح مسلم غير معني بالإجابة على هذه الأسئلة, لأنها أمور عسكريّة، ونحن لا نتعامل مع إقليم كردستان كأطراف وأحزاب, إنما نتعامل معه كإقليم له حكومة وبرلمان, بكل تشكيلاته السياسيّة.

في وحدات حماية الشعب ندرك مدى خطورة أن تكون هناك قوّات عسكرية مسيّسة, ولا يمكن القبول بتشكيل هذه القوات داخل روجآفا, وسنرفضه.

تعداد وحدات حماية الشعب معلومات عسكرية.. ولكني أتحدث عن عشرات الآلاف؛ أكثر من 35 ألف مقاتل ومقاتلة.

– شهداء معركة كوباني قارب عددهم التسعمائة شهيد من وحدات حماية الشعب والمرآة والآساييش والشباب الذين توافدوا من جميع المدن الكردستانيّة.

– وحدات الحماية الشعبية بدأت تقترب من مدينة الرقّة مسافة 60 كم أو أقل, وهذا ما جعلهم أن يصلوا إلى هذه المرحلة من البدء بحملة وقائيّة وهجمات انتحاريّة.

– وحدات حماية الشعب بكل تشكيلاته هي القوة المشروعة في روجآفا, تشكيل أي كيان خلاف هذه القوى، سيعتبر خارج الأنظمة والقوانين وسيتعامل معها حسب الأصول.

– الإدارة الذاتية في كوباني أصدرت قبل أيام تقريرا عن المجزرة وملابساتها, وأعتقد أن هناك بعض الجوانب بحاجة إلى تحقيق, أما من الجانب العسكري أعتقد أنه ربما هناك أمور لم يحن الوقت للتحدّث عنها لحساسيتها.

قد أعطي معلومة لا يعرفها الكثير.. عندما بدأت وحدات حماية الشعب فعلياً في الدفاع عن روجآفا وتحديداً سري كانييه, كان لدينا 23 بندقية كلاشينكوف, من دون أي سلاح ثقيل.

تلقينا مساعدات وأسلحة ودعم، من الأحزاب الكردية الرئيسية، وأنا أتـحدّث عن الحزب الديمقراطي الكردستاني, والاتحاد الوطني الكردستاني، وحزب العمال الكردستاني.

– قد لا يكون الرقم دقيقاً, كوننا لا نملك إحصائيات دقيقة في الوقت الحاضر, ولكن منذ تشكيل وحدات حماية الشعب وحتى الآن قارب الرقم الثلاثة آلاف شهيد في الوقت الحاضر.

– يقينا كانت لهم مساهمة, ونحن أعربنا عن موقفنا الرسمي تجاه قوّات البيشمركة, وهي كانت تمتلك أسلحة ثقيلة ونوعيّة.

– مصطلح (التطهير العرقي) واستخدامه من قبل الائتلاف، يوضح شيئين أولهما غبائه السياسيّ الذي يمتاز به, وثانيهما مدى كرهه للقضية الكردية ووحدات الحماية.

– إزدادات مخاوفنا خاصّة أيام 28- 29- 30, عندما بدأ داعش باستخدام الأسلحة الكيماويّة في المدينة.

 

أجرى الحوار: أحمد بافى الآن.

 

– بداية نرحب بك في هذا الحوار.

أهلا وسهلاً بكم.

 

حبّذا لوتحدّثنا بداية عن الهيكل التنظيمي لوحدات حماية الشعب والمرأة الـ (YPG) والـ (YPJ).

منذ تأسيس هذه الوحدات, اتـّخذت كأي قوّة عسكرية أخرى منظـّمة إطارا تنظيميا عاما, يتشكّل من رئاسة القيادة العامة لوحدات حماية الشعب والمرأة, ومن ثم المجلس العسكري لهذه الوحدات, ونزولا إلى القادة الميدانيين, من قادة الكتائب والسرايا والمناطق أيضاً, فكل منطقة لها جبهة, وكل جبهة لها مسؤول عسكريّ, هيكلتها كأي تنظيم عسكري آخر؛ هرميّة.

– ماهي أولى الخطوات التي بدأتم فيها بتأسيس هذه القوة العسكرية؟

عندما نتحدّث عن تشكيل وحدات حماية الشعب, علينا الحديث عن ماقبل بدء الثورة في سوريا, وأنا أتحدث عن انتفاضة قامشلو 2004, منذ ذلك الحين كانت هناك فكرة بأن تكون لدى الشعب الكردي في روجآفا قوة دفاعية شبابيّة تقف في وجه من يحاول الاعتداء على الشعب الكردي, وحسب الامكانيات تحاول الدفاع في حال حصل أي اعتداء, نتيجة التجارب المستخلصة من الانتفاضة, ولكن نتيجة الأوضاع الأمنية وسيطرة النظام وديكتاتوريته, تشكلت خلايا صغيرة جداً على مستوى القرى والمدن وبأسلحة بدائيةّ جدّاً, إذاً, كانت الفكرة موجودة, ولكن بعد الأحداث, وخاصة عسكرة الثورة, كانت هناك حاجة ضرورية لتشكيل قوّة عسكرية كردية في المناطق الكردية في سوريا لحماية هذه المناطق من الاعتداءات.

– بداية ماذا كانت التسمية؟

تشكلت التسمية أولا باسم وحدات الشباب الكرد (YXK) وبكل تأكيد كان دور الشهيد خبات ديركي في هذا التشكيل كبيرا وأساسيا, لأنها اعتبرت فيما بعد اللبنة الأساسيّة في تشكيل وحدات حماية الشعب, وحقيقة استطاعت تنظيم نفسها على جغرافية روجآفا ابتداء من عين ديوار إلى عفرين وحتى الأحياء الكرديّة داخل حلب.

ما هو مصدر تمويلكم بالسلاح بداية التأسيس؟

قد أعطي معلومة لا يعرفها الكثير.. عندما بدأت وحدات حماية الشعب فعلياً في الدفاع عن روجآفا وتحديداً سري كانييه, كان لدينا 23 بندقية كلاشينكوف, من دون أي سلاح ثقيل, عدا ربما سلاحين من الـ “بي كي سي” أوالـ “آر بي جي”, ولكن كما تعرفون الحصول على قطعة سلاح في منطقة الشرق الأوسط وسوريا خاصة بعد الأحداث العسكرية التي حدثت ليس بالأمر السهل, ولا أخفي أنه كانت للأحزاب الكردية الرئيسية دور في ذلك, وأنا أتـحدّث عن الحزب الديمقراطي الكردستاني, والاتحاد الوطني وحزب العمال الكردستاني.. تلقينا مساعدات وأسلحة ودعم من هذه الأحزاب وإن كانت رمزيّة, هي الأخرى ساهمت في تسليح حماية الشعب بشكل أو بآخر.

– ماهي أولى المعارك التي خاضتها قوات حماية الشعب الـYPG

أولى المعارك التي خضناها, قد لا تكون معركة بكل معنى الكلمة, لكن كما تعلمون أن وحدات حماية الشعب أعلنت عن نفسها بشكل رسمي في 19 تموز 2012 بعد إن قامت بطرد بقايا النظام, وبكل تأكيد بدأت العملية بالتنسيق والتعامل الكامل مع الأهالي.

كم يبلغ الآن تعداد القوات العسكرية (YPG-YPJ )

هي معلومات عسكرية, ولكني أتحدث عن عشرات الآلاف؛ أكثر من 35 ألف مقاتل ومقاتلة.

– كم بلغ عدد الشهداء في الحروب التي خاضتها القوتين العسكريتين؟

قد لا يكون الرقم دقيقاً, كوننا لا نملك إحصائيات دقيقة في الوقت الحاضر, ولكن منذ تشكيل وحدات حماية الشعب وحتى الآن قارب الرقم الثلاثة آلاف شهيد في الوقت الحاضر.

-المقاومة الكبرى التي ارتقت فيها قوات الحماية الشعبية إلى العالمية كانت في كوباني, حدثنا عن أهم التفاصيل أثناء الهجوم من قبل تنظيم “داعش” على كوباني؟

كان لكوباني قبل اجتياحها من تنظيم داعش, وضع خاصّ, كانت محاصرة من الأطراف الأربعة, سواء من قبل داعش من الأطراف الثلاثة, وكذلك الحدود التركية كانت مغلقة بوجه المساعدات, وكانت تعاني وضعا خاصاً جدا واستثنائيا, حيث شجّع تنظيم داعش لاستغلال الوضع, ومن ثم يبدأ الاجتياح المخطط, وهدفه السيطرة الكاملة على كوباني, وبالإضافة إلى أن الهجمة كانت شرسة ومجهّزة بأسلحة ثقيلة جداً, وعدد كبير من المقاتلين, وخاصة أنها بدأت بعد الهجوم على مدينة الموصل والاستيلاء على أسلحة جيش كامل, داعش تقدّم في كوباني وقراها, وخضع أكثر من 75% من المدينة, ورغم ذلك استطاعت وحدات حماية الشعب في النهاية ونتيجة إصرارها وعدم تخلـّيها عن المدينة وكذلك مؤازرة التحالف الدولي الذي كان له مساهمة قوية وفعليّة, إضافة إلى إنزال الأسلحة للمقاتلين, هذه العوامل ساعدت على انعكاس النتيجة.

فيما يخصّ مدينة كوباني هو موقف ثابت لدى وحدات حماية الشعب, وهو أنه لا يمكن الاستغناءعن مدينة كوباني نهائيّاً, وإن كان سيكلف الكثير, وبالمناسبة فأن شهداء معركة كوباني قارب عددهم التسعمائة شهيد من وحدات حماية الشعب والمرآة والآساييش والشباب الذين توافدوا من جميع المدن الكردستانيّة. كان هناك قرار .. لن يتم الاستسلام ولن يتم تسليم المدينة.

– هل كان لقوّات البيشمركة دور ومساهمة في معارك كوباني؟

قوات البيشمركة تأخرت طبعا في الدخول وكان سببه الحكومة التركية التي لم تفتح المجال, يقينا كانت لهم مساهمة, ونحن أعربنا عن موقفنا الرسمي تجاه قوّات البيشمركة, وهي كانت تمتلك أسلحة ثقيلة ونوعيّة.

كيف تدخلت طائرات قوات التحالف إلى جانبكم في معركة كوباني؟

بداية كان تدخّل التحالف بالقصف, ومن ثمّ بدأت إنزال الأسلحة, كان آنذاك لوزير الخارجية الأمريكية تصريح حول تدخّل طيران التحالف, قالها حرفياً: لايمكن التخلي عن شباب يدافعون عن هذه المدينة بشراسة, وإنزالنا للأسلحة فيها جانب أخلاقي. تم الإنزال بداية عن طريق وسطاء, ويوما بعد يوم تطوّرت العلاقة, وأصبحت العلاقة مباشرة مع غرفة عمليات التحالف الدولي بإعطاء الإحداثيات والمعلومات حول الأهداف, ثمّ تطوّرت العلاقة حتى وصلت إلى مرحلة قد يسمّيها البعض ما فوق الممتازة, وأحيانا كان يصل مستوى تبادل المعلومات إلى مستوى التخطيط لتحرير المنطقة.

– من كان عرّاب التدخل الغربيّ والمساعدة الخارجية التي قدّمت لكم من قبل طائرات التحالف؟

لم يكن هناك عرّاب أو من لعب دورا في هذا السياق, لكن التحالف الدولي الذي أُنشأ لمحاربة داعش توصّل أيضاً لقناعة أنه خلال الضربات الجوية لا يمكن القضاء على داعش إن لم يكن هناك قوّة على الأرض تستطيع تمشيط والسيطرة والإحكام, إضافة إلى أن وحدات الحماية كان تحارب داعش قبل تشكيل التحالف, وكون هدف التحالف هو محاربة داعش فوجدت في وحدات حماية الشعب قوة على الأرض بإمكانها أن تكون شريكا لها على الأرض..

– بدأتم فجأة بالإعلان عن حملة الشهيد روبار قامشلو , حدثنا عن كيفية اتخاذ القرار بشأن الحملة؟

حملة الشهيد روبار قامشلو سبقتها حملة قوية, وهي حملة 6 أيار لتحرير تل حميس وتل براك ووصولا إلى مشارف الهول, حيث تمّت السيطرة على مساحة جغرافية تقدر بـ 4 آلاف كيلومتر مرّبع, وتعرّض داعش خلالها لضربات وانتكاسات كبيرة أما حملة الشهيد روبار, فقد جاءت نتيجة التخطيط, وهو كان أحد القادة الذين ساهموا بالتخطيط لهذه الحملة لتحرير جبل كزوان ومن ثم قرى غرب كوباني مثل سلوك ومبروكة وبعدها منطقة تل أبيض, وذلك لربط جغرافية كانتون الجزيرة مع كانتون كوباني.

– من أبلغكم بوجوب توصيل كانتون الجزيرة مع كانتون كوباني في هذه الفترة؟

حقيقة الجغرافية الموجودة ما بين كوباني والجزيرة هي أراض كردستانية تاريخيا, ومنذ بداية تشكيل وحدات حماية الشعب هي كانت هدفا لنا, لكن نتيجة الظروف الموضوعية التي كانت تحكمنا سواء من ناحية التسليح أو العتاد وحتى كانت لدينا أبعاد سياسيّة أيضاً تمنع وحدات حماية الشعب من القيام بهذه الخطوة, لكن حين توفرّت الشروط المناسبة, لم نتوانى عن ذلك.

مسألة إيصال كانتون الجزيرة بكانتون كوباني هو قرار خاص بوحدات حماية الشعب والإدارة السياسيّة المعلنة في كانتونيْ الجزيرة وكوباني, ولكن كان هناك دعمٌ غربيّ وأقصد التحالف الدوليّ الذي تقبّل هذه الفكرة ومنح المساعدة الجويّة, كان الدعم لوجستيا لم يرتق لمستوى الدعم السياسي.

– ماذا حصل أثناء تحرير كري سبي, وماذا بخصوص الشائعات عن التهجير القسري للسكان العرب من المدينة؟

مدينة كري سبي كانت الرئة التي يتنفس بها تنظيم داعش, ونتيجة الحملة الشرسة التي قامت بها بعض أطراف المعارضة, وأقصد الائتلاف, هذه الحملة التي أتت بكل تأكيد ضمن حملة مسبقة ومدفوعة الثمن من قبل أطراف لم تكن ترغب في دخول الوحدات إلى هذه المدينة وإيصال الجغرافيا مابين الجزيرة وكوباني كونهم يعانون من (فوبيا كردية), وهذه الحملة أتت في هذا السياق رغم أنها لا تمت لحقيقة بصلة, لو كانت لوحدات الحماية نيّة في تهجير العرب لما أبقت على قرية عربية في محيط مدينة ديريك وقامشلو على سبيل المثال, ولكن كانت لها غايات, وهي إحداث فتنة طائفية عربية كردية وأيضا تشويه حقيقة القضية الكرديّة في الإعلام الغربي, والعالمي, لكن الحملة فشلت لأنه لم يكن هناك شيء مما ادعته على أرض الواقع, أريد أن أشير هنا إلى مصطلح تمّ تداوله من قبل الائتلاف وهو (التطهير العرقي) واستخدامه يوضح شيئين أولهما غبائه السياسيّ الذي يمتاز به, وثانيهما مدى كرهه للقضية الكردية ووحدات الحماية,هذا مصطلح خطير ولا يمكن استعماله دون إجراء تحقيقات ميدانيّة, فعلى سبيل المثال حينما حصلت أحداث شنكال والمجزرة الرهيبة بحق الأخوة اليزيديين وتدخـّل المنظمات الدولية واالأمم المتّحدة, لكنهم لم يصلوا لمستوى استخدام هذا المصطلح, ولكن منذ بدء وحدات حماية الشعب البدء بتحرير مدينة تل أبيض استخدموا هذا المصطلح إذا كانت هناك نيّة مبيتة للتشويه, وبالتأكيد لاوجود لما يدّعونه البتّة.


– حصلت مجزرة مروعة بحق المدنيين في كوباني في 25/6/2015 , أين كانت وحدات الحماية الشعبية حينها, سيّما أن المدينة كانت قد حررت منذ أشهر فقط؟

الإدارة الذاتية في كوباني أصدرت قبل أيام تقريرا عن المجزرة وملابساتها, وأعتقد أن هناك بعض الجوانب بحاجة إلى تحقيق, أما من الجانب العسكري أعتقد أنه ربما هناك أمور لم يحن الوقت للتحدّث عنها لحساسيتها, وأنا أتحدث هنا عن كيفية مساعدة الإرهابيين ومن سهّل لهم الطريق, ولكن عندما يتمّ السؤال أين كانت وحدات حماية الشعب, أقول أن هذه الوحدات باتت تسيطر على مساحة جغرافية واسعة ولم تتوقف معاركها مع هذا التنظيم, وهناك هجمات شرسة من هذا التنظيم, لذلك هي تتموضع في الجبهات والخطوط الأماميّة, ولكن هذه المجزرة حدثت نتيجة تخطيط مركّز وبمساعدة تقنية هائلة قدّمت من بعض الأطراف الإقليمية وحتى الداخليّة إلى هذه الجماعة من حيث تزويدهم بالخرائط والصور والإحداثيات وحتى تحديد الهدف عى مستوى البيوت داخل الأحياء, ليتمكنوا فيما بعد من اختراق الخطوط الدفاعية وحتى الحواجز الموجودة وذلك بارتدائهم زي وحدات حماية الشعب والجيش الحر ورفع أعلامهم, واستطاعوا الوصول لداخل المدينة من عدّة جهات, وتجمّعوا في نقطة واحدة, إضافة إلى مجموعة أخرى دخلت عبر الحدود التركيّة, كان هدفهم السيطرة على مدينة كوباني, أي إحداث خرق أمني إلى داخل المدينة ومن ثمّ البدء بالهجوم من ناحية جرابلس, وأنا أتحدث عن قرية الشيوخ تحديداً, لأن التنظيم وصل إلى مرحلة – بعد تحرير تل أبيض – بدأ يقوم فيه بعمليات انتحارية جماعيّة, وأحداث كوباني أثبتت ذلك.

هذه من ناحية ومن ناحية ثانية أن الخطر إزداد على مدينة الرقـّة, لأن الوحدات بدأت تقترب من مدينة الرقّة مسافة 60 كم أو أقل, وهذا ما جعلهم أن يصلوا إلى هذه المرحلة من البدء بحملة وقائيّة وهجمات انتحاريّة.

– تخوضون الآن معارك في مدينة الحسكة, لماذا لم تدخلوا المعركة منذ البداية؟

الحسكة بكل تأكيد من ضمن أولوياتنا الاستراتيجيّة منذ البداية, ولكن كان هناك واقع موجود على الأرض, المدينة مقسّمة أمنيا إلى قسمين, الجنوبي لقوّات النظام, والشمالي حيث الأحياء الكرديّة لوحدات حماية الشعب, وعندما بدأ الهجوم على الحسكة كانت المعركة بينه وبين قوات النظام, نحن أعربنا أننا لن نتدخل للدفاع عن قوات النظام, ولكن إذا ما وصل تهديد تنظيم داعش إلى الأحياء الكرديّة, فلن تقف وحدات حماية الشعب – بكل تأكيد – مكتوفة الأيدي, إضافة إلى أننا كنا مهتمين بمعارك تل أبيض وكوباني أيضا. لم يستطع النظام الدفاع عن المدينة, بل انهار, وساهم في دخول تنظيم داعش إلى المدينة.

– ما دور قوات النظام بعد تحرير الحسكة؟

هو دائما يحاول تشكيل صورة لدى الرأي العام العالمي والدولي أن وحدات حماية الشعب حليف له, بكل تأكيد هو يحاول الاستفادة من انتصارات وحدات حماية الشعب من جهة وثانياً للاستفادة من تحالف وحدات حماية الشعب مع التحالف الدولي, ويقينا هو له أجنداته الخاصة وسياسته, وهو حتى الآن لم يعترف بالقضيّة الكرديّة وحقوق الشعب الكرديّ في سوريا, فكيف له أن يعترف بوحدات حماية الشعب وينسّق معها, هناك تناقض كبير في هذا الأمر.

كان دخولنا إلى معركة الحسكة بعد انهيار النظام بشكل كبير, وتدخلت وحداتنا ابتداءً من الجبهة الشرقية من العزيزية وحيّ الغزل, وفيما بعد القيام بحملة عسكرية كبيرة لإحاطة المدينة من الجهات الأربعة, وأنا أتحدّث عن الجبهة الجنوبية والمواقع التي خسرها النظام, واستولى عليها داعش, استردتها وحداتنا.

إزدادات مخاوفنا خاصّة أيام 28- 29- 30 حزيران عندما بدأ داعش باستخدام الأسلحة الكيماويّة في المدينة, وهذا ما جعل وحدات حماية الشعب تسرع من خططها االتكتيكية, لإبعاد خطر داعش عن المدينة, ولم تنتهي المعارك فيها حتى الآن, 75% من مساحتها وربّما أكثر هي تحت سيطرة وحداتنا, بقاء النظام في عدّة نقاط لا تتجاوز المربع الأمني وكذلك بعض النقاط في غويران.

– هل حاولتم الاتصال مع منظّمات دوليّة بشأن استخدام تنظيم داعش للأسلحة الكيماويّة؟

هي ليست المرة الأولى التي يستخدمها داعش, استخدمتها قبل الآن في كوباني وجزعة, ولكن هذه المرّة هي الأولى التي يتمّ فيها توثيق الحدث بشكل رسميّ, كان لدينا تواصل مع المنظمات الدولية مختصّة منذ اليوم الأول, وأقصد تحديداً منظمتيْ “كار” و”ساهان” البريطانيتيْن, حيث أرسلوا خبرائهم للمنطقة, وكشفوا عن الأسلحة التي تمّ استخدامها من قبل داعش, وقاموا بتوثيق هذا الشيء, إضافة إلى أن وحدات حماية الشعب أيضاً كان له فريق توثيق وثّق هذا العمل الإجرامي من قبلهم,

– هل ترتقي هذه الأسلحة الكيماوية التي يستخدمها داعش إلى مستوى الأسلحة الخطيرة جدّاً أن هي بدائيّة؟

هو استخدم سلاح كيماوي بدائيّ الصنع, وغاز كيماوي, ولكن من حيث المادّة المستخدمة فيها ونتيجة لافتقار روجآفا إلى التقنيّة لم نتمكّن من تحدّيد نوعيّة الغاز. هناك ترجيح, بعض الأصدقاء من أتيح له الكشف عن هذه المادة بشكل غير رسمي أبلغونا أنه يحتوي على غاز الخردل القديم السوفيتي الصنع, ونتيجة التحاليل السريريّة هناك من يتحدّث عن كلور الفوسفين وهو مبيد حشري قاتل, والتقارير المقدّمة لنا من قبل هاتين المنظمتين المختصتين في هذه الأسلحة تقول ان داعش استخدمتها, ولكن ربّما لم تستخدمها بالشكل الجيد من حيث التركيبة, وأشاروا أنه في المرة المقبلة إذا ما استخدمتها داعش سيكون تأثيرها أقوى بكثير, لذلك يجب أخذ الاحتياطات والتدابير بشكل أفضل.

– ماذا بشأن الاحتياطات والتدابير الوقائيّة من هذه الأسلحة, هل تمتلك وحدات حماية الشعب الأقنعة لحماية مقاتليها؟

– استخدام الأقنعة ليس حلا, فنحن نتحدّث عن منطقة مأهولة, فيها أعداد كبيرة من البشر ولا يمكن توفير الأقنعة, حتى وإن كان لدى بعض المقاتلين البعض من الأقنعة,يبقى هذا الحل جزئيّاً, ولكن بعد استخدام داعش لهذه الأسلحة باتت المسؤولية الآن مسؤولية المجتمع الدولي وقوات التحالف الدولي, كون وحدات حماية الشعب والإدارة الذاتيّة تفتقر إلى هذه الأمور من حيث التقنية والإعداد اللوجستي لها, ومن واجب القوى العظمى تقديم الدعم والمساندة لهذه القوات,لأن داعش لن يتوانى ويتردد في استخدام هذه الأسلحة إذا امتلكتها لأنها في الأساس تتباهى وتتفنن بقتل البشر.
– هل لديكم شعبة استخبارات في الـ YPG وما دورها؟

لكل منظمة عسكرية – بكل تأكيد – شعبة استخبارات وهي العمود الفقري للتقدم والنصر.

– وهل نجحت في مهمتها؟

هي تبقى أمورعسكرية ولكن بالتأكيد كان لها دور فعّال جدّاً.

– كم أعداد قوات الدفاع الذاتي في جميع مقاطعات الإدارة الذاتية الديمقراطية؟

هي تابعة لهيئة الدفاع الذاتي, وحقيقة كوحدات حماية الشعب لا نمتلك إحصائيّة دقيقة حول أعدادهم. هم يخضعون للقيادة العامة لوحدات حماية الشعب من حيث التوزيع ومشاركة العمليات والتدريب, ولكنها تابعة إدارياً ولوجستيا إلى هيئة الدفاع, أعدادها الآن تجاوزت 4 آلاف مقاتل في كانتون الجزيرة فقط.

– هل تمتلك قوات الحماية الشعبية أجهزة متطورة؟

وحدات الحماية أسلحتها علنيّة, وليس هناك شيء مخفي, وهي تقليديّة, وليست لديها أسلحة تقنية متطورة مقارنة مع الأسلحة التي تمتلكها الجيوش.

– مَن مِن الدول الغربية باتت جاهزة لمساعدة قوات الحماية الشعبية؟

مع الأسف الشديد, لو كان لدينا نقد على التحالف الدولي فسيكون في هذه النقطة, رغم أن هذا التحالف يقوم بتقديم الدعم لأطراف أخرى تحارب التنظيم, لكنها في الوقت نفسه لا تدعم وحدات حماية الشعب بهذه الأسلحة, رغم أنها أثبتت وبجدارة محاربة داعش, لكن حتى الآن لم يصل أي دعم لوجستي أو عسكري من هذه القوات سوى التغطية الجويّة.

– ماذا بشأن تجنيد القاصرين والقاصرات هل انتهت هذه المسألة؟

هي مشكلة وتحدّ كبير, حين نتحدّث عن تجنيد من هم دون سن القانونية (أقل من 18 سنة), وهذه المشكلة لديها أبعاد ثقافية اجتماعية, اقتصادية, إضافة إلى أن المنطقة والشعب الكرديّ يتعرّض لحملة إبادة – إن صحّ التعبير – تستهدف وجوده وكيانه, ورغم هذا الشيء بالتأكيد فأن النظام الداخلي لوحدا ت الحماية يقول أن العضو يجب ألا يقل عمره عن 18 سنة, ولكن تحدث هناك خروقات وهي ترجع للعوامل المذكورة, ولكن رغم ذلك تبقى وحدات حماية الشعب القوة الوحيدة في سوريا من قامت بخطو عمليات على أرض الواقع من أجل وقف هذا العمل الذي يتنافي من ناحية مع مبادئ وحدات الشعب, ومن ناحية أخرى يتنافي مع المبادئ والقوانين الدولية, وهناك خطوات عملية في المستقبل القريب, ونحن ملتزمون وسنبقى ملتزمين بهذا القرار, ربّما هي مسألة وقت, ونحن بحاجة إلى بعض المساعدات وخاصة من المؤسسات التي تحاول الحفاظ على هؤلاء الأطفال من الانخراط في الأعمال القتالية.

– تابع الكثير من المهتمين بيانكم حول تقرير منظمة هيومن رايتش وقالوا عنه بأنه بيان مثالي وجدّي للغاية, ماذا بشأن تقرير منظمة هيومن رايتش؟

نحن على تواصل مع منظمة هيومن رايتس ووتش, قبل وبعد إعداد التقرير, هذه المنظمات تحاول جاهدة تطبيق هذه القوانين, ولكن تطبيقها بحاجة إلى تهيئة الأرضية الملائمة والأجواء لتطبيق هكذا قوانين, ونحن في المنطقة نعيش حالة استثنائية, ويجب أن تؤخذ بعين الاعتبار, وإذا لم تؤخذ بعين الاعتبار لمجرد النقد وعدم المساعدة ومد يد العون ستبقى مناظرات كلامية فقط.

– ماذا بشأن دخول قوات بيشمركة روج إلى روجآفاي كردستان؟

كان لدينا موقف رسميّ, وحدات حماية الشعب بكل تشكيلاته هي القوة المشروعة في روجآفا, والتي تحارب منذ قرابة ابعة أعوام, وأنجزت ما أنجزته, وأبوابها مفتوحة لكل من يودّ الانخراط فيها, وتشكيل أي كيان فرديّ أو جماعيّ خلاف هذه القوى وخارج هيكلية وتنظيم وحدات حماية الشعب سيعتبر خارج الأنظمة والقوانين وسيتعامل معها حسب الأصول.

– كيف ستكون التحضيرات حين موافقة القوى السياسية بشأن دخول بيشمركة روجآفا؟

لا أتصور أن يكون هناك قرار سياسي في هذا السياق, لأننا في وحدات حماية الشعب ندرك مدى خطورة أن تكون هناك قوّات عسكرية مسيّسة, ولا يمكن القبول بتشكيل هذه القوات داخل روجآفا, وسنرفضه, ولكن إذا كانت هناك إرادة كردستانية, وتمّ التوافق على نقاط استراتيجية طويلة الأمد, بكل تأكيد سيكون لوحدات حماية الشعب دراسة لذلك القرار, وأعتقد أن ما ستتخذه وحدات حماية الشعب من قرار لن يتنافى مع المصلحة العامة للشعب الكرديّ.

– بحسب اتفاقية دهوك تشكلت لجنة للتفاوض مع هيئة الأركان في الـ YPG ماهي أهم النقاط التي ستطرحونها في التفاوض؟

نحن لم نطرح أية نقاط, ولم تصلنا أية نقاط, ولم نلتق مع أية لجنة, ولم يتمّ إشراكنا في هذه اللقاءات, ولم يتم إطلاعنا حتى على نتائج هذه الاجتماعات.

– هل لدى قوات الحماية الشعبية الـ YPG_YPJ رتب عسكرية؟

ليست لديها – بكل تأكيد – رتب عسكرية, ولكن من الناحية الهيكلية التنظيميّة, هناك مسؤولية وترتيب في المستويات العسكرية, لكنها لا تشبه الرتب في الجيوش العسكرية النظامية, لكن لديها نظام داخلي يحفظ لها كيفية تسيير العمل العسكري من مسؤول أصغر مجموعة, ففصيل, فسريّة, فكتيبة, فمنطقة وهكذا.

– بعد هزيمة ” داعش ” في كوباني والحسكة هل مازال التنظيم يشكل خطراً على المناطق الكردية؟

داعش هو خطر على العالم بشكل عام, ولكن رغم الضربات القاسية التي تلقاها لازال يحتل مناطق جغرافية واسعة سواء في سوريا أو العراق وما زال يمتلك حاضنة وأسلحة وعتاد ولا أعتقد أن خطره سيزول بشكل كلي طالما التنظيم موجود.

– ماذا عن تصريح السيد صالح مسلم بخصوص الأسلحة التي قيل أنها تقدمة من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني؟

أعتقد أن السيد صالح مسلم غير معني بالإجابة على هذه الأسئلة, لأنها أمور عسكريّة ولكني أعتقد أن الأسلحة التي قدّمت لنا نحن نعلم أنها من الإقليم, وحتى لو كان من ” طرف” ولكن نحن لا نتعامل مع الإقليم كأطراف وأحزاب, إنما نتعامل معه كإقليم له حكومة وبرلمان, بكل تشكيلاته السياسيّة ونعتبر الأسلحة التي قدّمت لكوباني هي أسلحة مقدّمة من الإقليم.

التعليقات مغلقة.