واشنطن تدعو أنقرة إلى التمييز بين «داعش» و «الكردستاني»

45

441 ” Bûyerpress” الحياة

أكد البيت الأبيض أمس «اتصالات جارية مع تركيا حول مواجهة داعش»، مشيراً إلى أنه يرى «تحركاً تركياً أكثر بأساً في سورية والعراق». لكن الإدارة الأميركية حرصت على تأكيد «تمايز» في المعركة ضد «داعش» من جهة، و»حزب العمل الكردستاني» من جهة أخرى، ودعت الى «وقف التصعيد» على الجبهة الكردية، كما أبدت حذراً أكبر في الحديث عن «مناطق عازلة» على الحدود التركية – السورية.

 

أتى ذلك في وقت تراجعت حدة الضربات الجوية التركية على مواقع «داعش» و»الكردستاني» في شمال سورية والعراق، لمصلحة حملات أمنية داخل تركيا، تخللها دهم منازل وتوقيف مشبوهين بالانتماء الى التنظيمين، فيما اتهمت صحف موالية للحكومة التركية «حزب الشعوب الديمقراطي» بنقل سلاح الى «الكردستاني» و»دعم الإرهاب»، تزامناً مع اطلاق حملة تدعو الى حل الحزب الكردي. في المقابل، صعدت المعارضة اتهاماتها للرئيس رجب طيب أردوغان «بافتعال حرب» على الحدود من أجل تعزيز حظوظ «حزب العدالة والتنمية» الحاكم في انتخابات مبكرة غير مستبعدة.

 

واعتقل 21 كردياً في محافظة دياربكر في إطار حملة دهم واسعة، وأعلنت السلطات ضبط أسلحة ومتفجرات وقنابل في حوزة مشبوهين، إضافة الى «خطط» لمهاجمة عدد من المقار الحكومية والأمنية. كما أعلن الأمن التركي توقيف أحد قيادات «الكردستاني» في أضنة، «جاء من جبال قنديل لينفذ هجمات على مواقع أمنية تركية».

 

وفي أضنة أيضاً اعتقل مواطن تركي، بتهمة الانتماء إلى «داعش» والتخطيط لتنفيذ هجوم انتحاري، كما أوقفت أجهزة الأمن عشرات «المتورطين» في شبكة لنقل متطوعين من أوروبا الى سورية عبر تركيا، للالتحاق بـ «داعش». ونشرت صحيفة «أكشام» القريبة من حزب أردوغان، صوراً للنائب الكردي فيصل صاري يلدز وهو يقف بجانب سيارته، وأوردت انه كان ينقل أسلحة ومتفجرات الى «الكردستاني»، واعتبرت ذلك أكبر دليل على «ضلوع حزب الشعوب الديموقراطية في دعم الإرهاب». ونفى زعيم الحزب صلاح الدين دميرطاش الاتهامات واعتبرها «مؤامرة مضحكة ومفضوحة»، واتهم أردوغان بـ «افتعال حرب مع الأكراد من أجل رفع أسهم حزبه قبيل انتخابات مقبلة»، وهو ما ذهب إليه أيضاً زعيم «حزب الشعب الجمهوري» كمال كيليجدار أوغلو الذي قال إن أردوغان «يلعب لعبة خطرة»، باستخدام ملفي «داعش» و»الكردستاني» من أجل مصالح سياسية داخلية.

 

في واشنطن، قال المسؤول في البيت الأبيض بن رودس إن واشنطن «تشجّع العمل مع مختلف شركائنا ضد داعش ولدينا علاقة جيدة مع السلطات الكردية في شمال العراق. وفي الوقت ذاته، نعتبر أن حزب العمال الكردستاني هو منظمة إرهابية وتركيا لديها الحق في التحرك ضد أهداف ارهابية».

 

إلا أن الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أليستر باسكي، دعا «الكردستاني» الى ادانة الإرهاب واستئناف المحادثات مع الحكومة التركية، وتمنى «على الجانبين تفادي العنف والتصعيد». وأطلق المسؤول في الخارجية بريت ماغيرك دعوة مماثلة.

 

وقال رودس إن الاتصالات مع تركيا «قد تؤدي الى جهد أوسع وأكثر فاعلية لضرب ملاذات داعش في شمال سورية وشمال العراق». ورأى ان لتركيا «دوراً في هذه الجهود»، مشيراً الى ان واشنطن تتعامل مع «شركاء عديدين على الأرض في تلك المناطق».

 

وأكدت مصادر غربية لـ «الحياة» في واشنطن أن التنسيق الأميركي- التركي يحمل رسالة الى النظام السوري فحواها أن «لا تغيير في الموقف الغربي حياله ولا انخراط معه بعد الاتفاق الإيراني، بل هناك رفع لمستوى التنسيق التركي مع دول التحالف».

 

ورحّب المبعوث الأميركي في الحرب ضد «داعش» الجنرال جون آلن، بالدور التركي ورأى فيه «منعطفاً مهماً» في الحرب ضد التنظيم، لكنه أكد أن التعاون بين الجانبين «لا يشمل إقامة مناطق عازلة في سورية تحظى بحماية جوية»، مضيفاً ان «هذه الفكرة لم تعد على الطاولة وليست جزءاً من محادثتنا مع تركيا».

التعليقات مغلقة.