السياسيّ والقياديّ الكرديّ صالح كـدّو (أبو جنكو) لـ Bûyer:

56

نحن لسنا محور السليمانيّة, بل محور قامشلو, وعفرين وكوباني, نحن محور القضية الكردية في سوريا.

نرحب بمبادرة الأخوة في الحزب الديمقراطيّ التقدميّ الكرديّ في سوريا، وبما تحدّث عنه الرفيق أحمد سليمان, هذا موقف إيجابي، موقف وطني, يخدم مصلحة الشعب الكردي في روجآفاي كردستان.

مبادرة السيد فؤاد عليكو كانت مشوشة إلى حدٍّ ما, وغير واضحة وغير صحيحة, وأيّة مبادرة تتضمن (شروطاً ) لتفعيل المرجعية السياسيّة الكرديّة في هذه المرحلة غير ناجحة بتقديرنا.

الكرة الآن في ملعب (ما تبقى ) من أحزاب المجلس الوطنيّ الكرديّ. نأمل من رفاقنا  في هذه الأحزاب أن يعيدوا النظر في موقفهم ويتمكنوا من اتخاذ قرار مستقلّ بعيداً عن إملاءات الائتلاف.

أدعو الاخوة في أحزاب المجلس الوطني الكردي أن يقدموا استقالاتهم فوراً من الائتلاف, لأنّه أصبح جزءاً من المشكلة والبيان الذي صدر عنه تمّ صياغته في دوائر أنقرة واسطنبول, والمسألة باتت تمسّ الكرامة القومية الكرديّة.

الذي أعرفه أن الأصوات التي حصلت عليها في انتخابات المرجعيّة السياسيّة هي أكثر من ثلاثة أحزاب  ربما أربعة أو خمسة أحزاب من المجلس.

– أزمة المجلس الوطني الكردي عميقة جداً, وخسر الكثير خلال الفترة الماضية نتيجة عقلية الاستبداد والشمولية, الأحزاب المؤسسة للمجلس هي خارجه الآن, وما تبقى من الأحزاب لا يوجد تجانس سياسي بينها.

رفاقنا في (Tev – Dem) وبعض أحزاب الإدارة قاطعوا المؤتمر لبضعة دقائق, ولكن للأسف الأخوة في المجلس الوطني الكرديّ لم يتجاوبوا معهم..!

– لنكن واضحين.. فقد لعبت بعض الأيدي الكردستانيّة أيضاً دوراً في الانقسامات في مجمل الحركة السياسّة الكرديّة.

حاوره: قادر عكــيد

– في البداية، حبذا لو تعرّف نفسك لقراء صحيفة Bûyerpress؟

DSC08597صالح كــدّو.. سكرتير حزب اليسار الديمقراطي الكرديّ في سوريا, يعرفه كل متابعي السياسة الكردية, هناك من يقيّمه سلباً ومن يقيّمه إيجاباً أيضاً, أتابع العمل السياسيّ ضمن الحركة الكرديّة منذ العام 1960, واكبت الكثير من المناضلين في قيادة الحركة الكرديّة السوريّة, كذلك الكثير من الأحداث, أناضل الآن مع رفاقي في حزب اليسار وكذلك في الإدارة الذاتيّة الديمقراطيّة, كما أسعى جاهداً لتوحيد الخطاب السياسيّ الكرديّ, وكذلك تعزيز الصفّ الوطني الكردي وبناء أفضل العلاقات مع كافة مكوّنات المنطقة عرباً وسرياناً وآثوراً, وأنا عضو في المرجعيّة السياسيّة الكرديّة.

حدث ما حدث في كوباني وارتكب داعش أكبر مجزرة بحق المدنيين فيها, في هذه الأوقات العصيبة, ما هو المطلوب من الحركة الكرديّة لصون دماء الشهداء؟

أعتقد بأنّ ماحدث  في كوباني قبل أربعة أيام هزّ معها ضمير الإنسانيّة جمعاء, وبتقديري أنّ الحركة السياسيّة الكرديّة في روجآفاي كردستان مدعوة الآن إلى توحيد صفوفها, ونحن في أحزاب المرجعية السياسية الكردية كنّا قد أصدرنا بياناً قبل أربعة أيام طالبنا فيه بضرورة انعقاد المرجعية السياسيّة الكردية في أسرع وقت ممكن, بتقديرنا الآن الكرة في ملعب (ما تبقى ) من أحزاب المجلس الوطنيّ الكرديّ. نأمل من رفاقنا  في هذه الأحزاب أن يعيدوا النظر في موقفهم ويتمكنوا من اتخاذ قرار مستقل بعيداً عن إملاءات الائتلاف الذي أصبح جزءاً من المشكلة وأصبح أداة في يد الحكومة التركية ومناصراً لداعش.

ناديتم قبل أشهر بتفعيل المرجعيّة السياسيّة والآن هناك أصوات من داخل المجلس الوطني الكرديّ أيضاً تطالب بتفعيل المرجعيّة دون شروط, ما رأيكم بهذه المبادرات, هل هي مبادرات آنيّة, أم هي جديّة؟

نحن نرحب بمبادرة الأخوة في الحزب الديمقراطيّ التقدميّ الكرديّ في سوريا، وبما تحدّث عنه الرفيق أحمد سليمان هذا موقف إيجابي، موقف وطني, وبتقديرنا يخدم مصلحة الشعب الكردي في روجآفاي كردستان. أما الدعوات الأخرى التي كانت مشروطة بتقديرنا الآن ليس وقت الشروط ينبغي أن تلتئم المرجعية السياسيّة الكردية دون قيد أو شرط لنعمل جميعا معاً من أجل دعم ومساندة وحدات حماية الشعب ولكي نرصّ صفوفنا في هذه المرحلة الحاسمة والتصدي للمؤامرات والمخططات التي تستهدف الشّعب الكردي وليس هذا الحزب أو ذاك. مبادرة السيد فؤاد عليكو كانت مشوشة إلى حدٍّ ما, وغير واضحة وغير صحيحة, وأيّة مبادرة تتضمن (شروطاً ) لتفعيل المرجعية السياسيّة الكرديّة في هذه المرحلة غير ناجحة بتقديرنا.

 

أصدر الائتلاف بياناً بشأن لجنة تقصّي الحقائق في تل أبيض, وهو بيان – حسب المراقبين والمحللين – مسيّس وغير واقعي, ومن جهة أخرى أوضحت كتلة المجلس الوطني الكرديّ في الائتلاف أنه لا علم لهم بهذا البيان, ما رأيكم في البيان والتوضيح؟

بتقديري هذا لا يبرر موقف أعضاء المجلس الوطنيّ الكرديّ في الائتلاف, فكلما يصدر بياناً بهذا الشكل نراهم يقولون في اليوم الثاني أن لا علمَ لهم بهذا البيان, المطلوب الآن من المجلس الوطني ومن أعضاء المجلس الوطنيّ الكرديّ أن يقدموا استقالاتهم فوراً من الائتلاف, لأنّ الائتلاف أصبح جزءاً من المشكلة والبيان الذي صدر من الائتلاف تمّ صياغته في دوائر أنقرة واسطنبول.

حسناً فلنتجه إلى سؤال آخر، كنتم ضمن حزب اليسار الكردي وانضممتم إلى المجلس الوطني الكردي ولاحقاً انسحبتم من حزب اليسار و أسستم حزب باسم حزب اليساري  الديمقراطي الكردي في سوريا؟ ما هي الأسباب والرؤى التي جعلتكم تتخذون هذا القرار.

  حقيقة واجهت الحركة السياسيّة الكرديّة في روجآفا محطّات كثيرة, وبكل أسف حصل ما حصل. بالنسبة لي, ما زلت يساريّاً, لكني أتأسّف على كل الانقسامات التي حصلت ضمن صفوف الحركة الوطنيّة الكرديّة منذ العام 1965 وحتى الآن.

في الواقع, في هذه المرحلة الحسّاسة أعتقد أن العمل السياسيّ ضمن أي تنظيم أو أي قيادة سياسيّة تستدعي انسجاما وتفاهما سياسياً بين القيادة الواحدة, بالتأكيد كانت هناك خلافات في الرؤى وفي مستقبل الحركة السياسيّة الكرديّة بيننا, ولذا نحن في حزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا رأينا بأن نختار هذا الطريق كي نتمكّن من تحقيق ما نصبو إليه من مواقف.

– لاحقا انضم حزبكم الجديد إلى المجلس الوطني الكردي, ما هي أسباب الانضمام إلى المجلس الوطني بعد تأسيس الحزب.

طبعا نحن كنا من مؤسّسي المجلس الوطني الكردي, وكانت مساهمتنا واضحة وجليّة لكل الأحزاب الشقيقة في بناء وتأسيس المجلس الوطني الكرديّ, و اقترحت في اجتماع لقيادة الأحزاب الكرديّة في حزيران 2011 بناء مجلس وطني كرديّ يضمّ كل الأحزاب والفعاليات – ومحضر الجلسة موجود الآن في أرشيف المجلس- , وقتها كان رفاقنا في حزب الاتحاد الديمقراطي أيضاً مشاركون معنا في الاجتماع.

 – انسحب شلا ل كدو من اليسار الديمقراطي وانشأ حزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا وانضم إلى المجلس الوطني الكردي؟ ما هي أسباب الانشقاقات الأخيرة في جسم الحركة الكردية؟

كما تدركون أن المرحلة التي تمر بها سورية عموما والحركة الكردية خصوصاً مرحلة معقدة وصعبة جداً, وعلينا نحن – ممارسي السياسة – قراءة اللوحة السياسية بشكل صائب وهادئ وتأنّ, أعتقد  أن الانشقاقات التي حصلت في جسم الحركة الكرديّة وصلت حدّ الإفراط, ولا تخدم الحركة السياسيّة الكرديّة, أقولها بكل أسف, الأيدي الخارجية لعبت دوراً في إحداث انقسام في الحركة السياسيّة الكردية, وكذلك المال السياسيّ, وأقولها أيضاً بكل أسف لعب أيضاً دوراً في هذه الانقسامات. تتطلب المرحلة – بقديري- أناساً يؤمنون بقضية شعبهم, ويكونون أصحاب قضيّة ليتمكّنوا من الصمود أمام هذه التحديّات الكبيرة.

– هل تقصد بالأيدي الخارجيّة, الإقليميّة أم الدوليّة؟

بصراحة, لعبت القوى الاقليمية دوراً, ولنكن واضحين, فقد لعبت بعض الأيدي الكردستانيّة أيضاً دوراً في هذه الانقسامات في مجمل الحركة السياسّة الكرديّة.

حدثنا عن فترة المفاوضات أثناء مناقشة مشروع الإدارة الذاتيّة، لماذا لم يتوصل المجلسان إلى اتفاق بشأن مشروع الإدارة الذاتية؟

أعتقد أنه توصّل المجلسان إلى اتفاق في العام 2013, وتمّ التوقيع على  الصيغة المشتركة والنهائية حسبما أتذكر في شهر آب, ووقّع ممثلو المجلسين على الاتفاقية, وبذلنا كل ما في وسعنا من أجل انطلاق الإدارة الذاتية, والتئام مؤتمر يضم المجلسين, وفي الساعات الأخيرة من انعقاد المؤتمر عقدنا في مكتب الأمانة للمجلس الوطني الكرديّ اجتماعاً, وكان حينها الأكثريّة من الأحزاب مع حضور المؤتمر في صالة الروابي, ولكن قبلها بساعة فوجئنا بموقف بعض الأحزاب وبموقف أكثرية أعضاء المجلس الوطني الكردي, بعض الأحزاب التي كانت ترغب حضور المؤمر بشكل جدّي أيضاً أحرجوا لأنهم عبّروا عن مخاوفهم من تفكيك المجلس, ولذلك لم يحضروا المؤتمر إرضاء للكتلة التي أصرّت على عدم الحضور, وهي بشكل خاص الأخوة في الحزب الديمقراطي الكردستاني(pdk- S) وأيضاً موقف حزب اليكيتي كان موقفاً غير واضح, كان هناك أكثر من موقف في حزب يكيتي للدخول إلى المؤتمر أو عدم الدخول.

يقال بأن آخر اجتماع للإعلان كان في الساعات المتأخرة ليلة الإعلان وكنت قرأت بأن المجلس سيحضر الاجتماع  وذهبت باكراً إلى مكان الاجتماع وتفاجأت بأنّ المجلس قد قاطع مشروع الإدارة الذاتية ولم تتراجع عن قرارك التاريخيّ وانضممتم إلى مشروع الإدارة الذاتية؟

نعم, هذا صحيح, كان من المقرر انعقاد المؤتمر في العاشرة صباحاً, ولكن بناء على طلب من المجلس الوطني الكرديّ أُجّل المؤتمر إلى الحادية عشرة صباحاً, وفي التاسعة صباحاً عقد اجتماع في مكتب الأشقاء في حزب الديمقراطي التقدّمي الكردي من قبل  اللجنة التي التقت مع رفاقنا في الـ (PYD) وعلى أساس أن ينطلقوا من المكتب في الساعة الحادية عشرة إلى مكان المؤتمر, أنا انتظرتهم هنا في هذا المكتب, واتصلت مع الرفاق عدّة مرات, وكان الجواب أن الاجتماع لم ينته بعد, اتصلت معهم في الحادية عشرة, قالوا لي أنهم خرجوا, وكنت متفائلاً أنهم جاؤوا باتجاه مكان المؤتمر, ولكن الواقع أنهم كان قد جرى بينهم نقاش حاد, وذهب كلّ إلى منزله, ذهبت أنا إلى الروابي, وفوجئت بعدم حضورهم, وكان قرارنا في الحزب هو المشاركة والانضمام إلى الإدارة الذاتيّة.

– حدثنا عن أهم المحطات التي عملت فيها أثناء ترأسك لهيئة الخارجية في كانتون الجزيرة؟

حقيقة بعد أكثر من خمس عقود في العمل السياسي في الحركة الكردية السورية, كانت تلك المرحلة التي استمرت لأكثر من عام, مرحلة شيّقة بامتياز, وكانت الإدارة في بدايتها, لذا كانت صعبة ومعقدة, وواجهنا عقبات كثيرة, ولكني كمسؤول في هيئة الإدارة الخارجية قمت بثلاث أو أربعة جولات في معظم دول أوربا, وأيضا في بعض الدول الاقليميّة, وكانت فترة تاريخية وحرجة, التقيت خلالها بمسؤولين كبار في العالم, في الاتحاد الأوربيّ, الأمريكان, مسؤولين عرب, ومن بعض الدول الاقليمية , وبذلت كل ما في وسعي لأجل بناء جسور الثقة بين الادارة الذاتية ومكونات روجآفا من جهة وبين المجتمع الدولي سواء على مستوى أوربا أو أمريكا أو الدول الاقليمية وقد عملت كل ما في وسعي لوضع مسؤولي هذه الدول في الصورة الحقيقية لمعانة الشعب الكرديّ في روجآفا, ومعاناة مكونات هذه المنطقة أيضاً, أعتقد أنه أنجزنا خطوات جيدة خلال تلك الفترة التاريخية وتمكنا من تحقيق الكثير والكثير, واليوم كما تشاهدون تحظى الإدارة الذاتية باحترام جيّد,  وخلال تلك الفترة زارتنا العديد من الوفود, وممثلي ومسؤولي العديد من الدول الأوربية.

– لاحقاً انضممتم كأحزاب مستقلة إلى المرجعية السياسية وكنت صاحب أعلى نسبة أثناء انتخابات المرجعية السياسية، بصراحة, ماذا حصل أثناء انتخابات المرجعية السياسية ومن صوّت لصالح كدو؟

– أثناء إجراء الانتخابات لم أكن موجودا, ولكن بشهادة المجلسين كانت الانتخابات نزيهة بامتياز ولجان المراقبة والإعلام كان موجودا, وشارك الجميع في عملية الفرز, والنتائج كانت واضحة, ولكن في نهاية المطاف أعتقد أن الأخوة في المجلس الوطني تصرّفوا بعقليّة غير حضاريّة, بعيدة عن القيم الديمقراطية, إلا أن الانتخابات ينبغي أن تكون نزيهة, وكانت نزيهة, أكثرية ممثلي الأحزاب صرّحوا أن الانتخابات كانت نزيهة بكل المعايير والمقاييس.

– إذاً لماذا حصل ما حصل في تلك الانتخابات؟

وما حصل أعتقد كان  بسبب بعض الأخوة في المجلس الوطني الكردي الذين لم يرغبوا في بناء المرجعية السياسية الكرديّة وأرادوا وضع عراقيل وعقبات أمام انجاز هذه المهمة التاريخية الكبيرة.

– حصلت على عدد كبير في قاعة الانتخابات من المجلسين, كم هي عدد تلك الأصوات؟

عدد الأصوات التي حصلت عليها هي 15  صوتا, وفي الحقيقة حتى الآن لا أدري مَنْ مِن  الأخوة في المجلس الوطني الكردي صوّتوا لي ولا أدري إذا كانت (Tev – Dem) قد صوّتت لي باثنا عشر صوتاً, لكن الذي أعرفه أن المجلس الوطني صوت لي أكثر من ثلاثة أحزاب ربما أربعة أو خمسة أحزاب,لكن الواضح في الأمر هو ثلاثة أحزاب, وقد يكون أكثر من ثلاثة.

– دخلتم المرجعيّة السياسيّة, وتوقف العمل بها لاحقاً وتعطلت,  ثمّ خسرتم منصب مهم وهو منصب وزير الخارجية في كانتون الجزيرة؟

بالعكس, أنا مرتاح جدّاً, المرجعية السياسيّة الكرديّة, بتقديري انجاز ومشروع قوميّ كبير, لم أندم على ما حصل بخصوص رئاسة هيئة العلاقات الخارجيّة, وهي في أيد آمنة الآن, وأنا واثق من هذا, وحتى الآن لم أتهاون في دعم ومساعدة الرفاق سواء في هيئة العلاقات الخارجيّة, أو غير ذلك, وأضع كل إمكاناتي تحت تصرّفهم.

لقد تسلم منصبكم الدكتور عبد الكريم عمر وكان يرافقك في جميع الجولات الخارجية، كيف ترى ترأس الدكتور عبدالكريم عمر لهذا المنصب؟

أعتقد أنه في اليوم الذي سلمته الأمانة أيضاً أمام الحاكمية في مدينة الرميلان قلتها وأقولها الآن أيضاً, الدكتور عبدالكريم عمر من الاشخاص المؤهلين لهذا المنصب, وهو مستمر الآن في عمله بشكل ناجح, وصارت لديه خبرة وتجربة عمرها أكثر من سنة ونصف وأتمنى لهم النجاح والتقدم في عملهم.

– نتيجة الصراعات الحزبية والأزمات داخل جسم الحركة الكردية بقيت سبعة أحزاب خارج الإطارين الكرديين وبات الشارع السياسي يصفها بالخط الثالث (الإطار الثالث) هل صحيح بانكم (خط ثالث)؟

الشارع السياسيّ هو من أطلق هذا الاسم, لكن الأحزاب السبعة هي خارج الإطارين, وهي أحزاب من رحم الحركة الكرديّة , ولهم تاريخ نضالي كبير وعريق في النضال السياسي في روجآفا, وأعتقد أن هذه الأحزاب وأحزاب أخرى خارج الأحزاب السبعة نلتقي معهم وهناك تقاطعات كبيرة بيننا وبينهم, على أساس احترام إرادة الحركة الكردية السياسية في روجآفايي كردستان, وأن يكون لهذه الحركة نوع من الاستقلالية لأننا نمتلك خصوصية كما تعلمون في كثير من المجالات.

– لماذا لا تتبنون فكرة الخطّ الثالث؟

على كل حال, هناك حوار بين الأحزاب السبعة, نتمنى ألا يقتصر هذا المشروع الوطني على سبعة أحزاب, أن يكون في المستقبل ثمانية وتسعة وعشرة أحزاب, ونحن بصدد التواصل مع كل الفعاليات الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية في المجتمع الكردي في روجآفايي كردستان لبلورة هذه الفكرة.

– ماذا قدمتم من رؤى ومقترحات أثناء جولتكم في إقليم كردستان؟

– الأحزاب السبعة زارت كردستان العراق بناء على دعوة كريمة من الأشقاء في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني, للأسف كنت حينها في أوربا, أحد رفاقنا في المكتب السياسي وهو الرفيق عمران السيد كان ضمن الوفد, أعتقد أن الزيارة كانت ناجحة, وقد جرت لقاءات مع قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني وقيادات الأحزاب الكردستانية هناك بما فيهم حركة كوران ورئاسة البرلمان الكردستاني في الإقليم, وأعتقد أنه جرت لقاءات مع قوى دولية في اقليم كردستان والأخوة في وفد الأحزاب السبعة حاولوا أن يعطوا صورة إيجابيّة عن نشاطات هذه الكتلة إذا جازت تسميتها, بالمجمل كانت الزيارة إيجابية.

– لماذا لم تلتقوا برئيس الإقليم، وهل زرتم قنديل؟

حاول أعضاء الوفد اللقاء مع جناب الرئيس مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان, ولكن في تلك الفترة اتصل معهم أحد أعضاء المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي الكردستاني وقال ان الرئيس  خارج الاقليم في الأردن. كلا لم نزر قنديل.

– يتهمكم البعض أنكم محور السليمانية؟

هذا غير صحيح, نحن لسنا محور السليمانيّة, بل محور قامشلو, وعفرين وكوباني, نحن محور القضية الكردية في سوريا.

– ما هو مشروعكم السياسي الجديد في روجآفا حالياً؟

نحن نعمل في السياسة, ينبغي أن نقرأ اللوحة السياسية بشكل صائب وسليم, وأن ننتهج سياسة تواكب المرحلة والعصر, يختلف الوضع الآن عما كان عليه قبل اسبوعين, لأن انجازات كبيرة تحققت في كردستان تركيا, وحزب الشعوب الديمقراطية حصل على أكثر من 13,7%واستطاع ارسال أكثر من ثمانين نائباً إلى البرلمان التركي, وهذه خطوة كبيرة ولا تقتصر على الشعب الكردي في كردستان تركيا, ولا تقتصر على تركيا وحدها, بل هو انتصار شمل الاقليم, وانتصار دولي بكل المعايير والمقاييس, والانتصار الآخر وربما هو الأهم, هي الانتصارات الكبيرة التي حققتها وحدات حماية الشعب والمرأة خلال الفترة الأخيرة من جبل كزوان وتل تمر وسري كانييه وصولا إلى تحرير     مدينة كري سبي هذه المدينة الاستراتيجيّة, من هنا أقول أن سياسة اليوم تختلف عن سياسة ما قبل أسبوعين, وعلينا التصرف على ضوء تلك المعطيات الجديدة.

– ما هو رأيكم بوثيقة مؤتمر القاهرة ؟ وقد أعلنتم بأنها سلبية تجاه القضية الكردية؟

بكل أسف حتى الآن الأصدقاء في المعارضة السوريّة لم يستوعبوا القضيّة الكردية في سوريا, وما يحزّ في النفس هو الموقف الأخير لبعض رموز الائتلاف الوطني المعارض الموجود في استنبول, موقفهم مما جرى في كري سبي, أعتقد أن مؤتمر القاهرة كان امتدادا لمؤتمرات سابقة سبقته, لم يتمكن المؤتمر من انجاز أي شيء وخاصة فيما يتعلق بوضع الشعب الكرديّ في روجآفايي كردستان, ولم يحصل ما يستحق الوقوف عليه.

بالطبع كان المجلسان حاضرن في المؤتمر, وصرّح المجلس الوطني الكرديّ أن الدعوات كانت شخصيّة.

الدعوات للمجلس الوطني الكرديّ كانت شخصية, رفاقنا في (Tev – Dem) وبعض أحزاب الإدارة وبعض الأحزاب الأخرى القريبة من الإدارة احتجوا على مواقف المعارضة وقاطعوا المؤتمر لبضعة دقائق, ولكن للأسف الأخوة في المجلس الوطني الكرديّ لم يتجاوبوا معهم في المقاطعة, وكما تعلم أن الائتلاف كان له قرار بمقاطعة المؤتمر.

– أي المجلسين الكرديين يمر بأزمات سياسية، ولماذا؟

المجلس الوطني الكردي أزمته عميقة جداً, وخسر الكثير خلال الفترة الماضية نتيجة عقلية الاستبداد والشمولية, الأحزاب المؤسسة للمجلس هي خارجه الآن, وما تبقى من الأحزاب لم ينسجموا حتى الآن, ولا يوجد تجانس سياسي بين هذه الأحزاب, الأهم من كل هذا هو أن المجلس الوطني الكردي لم يتمكن خلال هذه الفترة العصيبة من انجاز أية خطوة من شأنها أن يلتف جماهير الشعب الكردي حولها.

– كسياسيّ عريق, هل يتوقع صالح كدّو انقسامات في جسم المجلس الوطني الكردي؟

أعتقد أن هناك معاناة من قبل بعض الأحزاب التي تحترم إرادة الحركة الكردية في سوريا, هم يعانون الكثير داخل المجلس.. هذه المعاناة نابعة من العقلية الاستبدادية التي لا تقبل بغير رأيها, والحياة أثبتت أن هذا الرأي لم يكن له مستقبل. والمجلس الوطني الكردي في طريقه للتفكك.

– ماهي قراءتكم لواقع سوريا بعد رحيل النظام وما هو دور الحركة الكردية في سوريا الجديدة؟

 بتقديري هناك انجازات كبيرة تحققت في روجآفا, روجآفا الآن نموذج للأمن والاستقرار في كل سورية, وفي هذا المجال لا بد من إرسال تحية حبّ وتقدير مرّة أخرى لوحدات حماية الشعب المتمثلة في (YPG) و (YPJ) لأنهم هم الذين حققوا هذا الإنجاز الكبير بدماء الشهداء الميامين, لذلك أعتقد أن سورية المستقبل لا يمكنها العيش والاستمرار دون إيجاد حلّ ديمقراطيّ للقضيّة الكرديّة في سورية على أساس سوريا ديمقراطيّة تعدديّة اتحاديّة, تضمن  حقوق الشعب الكرديّ على أساس الأعراف والمواثيق الدوليّة.

باتت المعارضة السورية والمتمثلة بالائتلاف تتهم حركة المجتمع الديمقراطي(Tev-Dem) بالإرهابية والعمالة للنظام, وخاصة في الأحداث الأخيرة التي جرت في كري سبي؟

إذا عدنا قليلاً إلى الوراء, أثناء اقتحام تنظيم داعش لمدينة كوباني والمأساة التي حصلت لتلك المدينة الباسلة, حيث دمّر أكثر من 80% من تلك المدينة الباسلة, وذُبح الناس في بيوتهم, وهُجّر  مئات الآلاف من الناس الذين توجّهوا إلى تركيا وإقليم كردستان أو إلى مقاطعة الجزيرة, لكننا لم نسمع حينها صوتاً واحدا من الائتلاف والحكومة التركية ورجالات المعارضة بمختلف أطيافهم ومشاربهم, لم يحدث اليوم – وبشهادة الجميع- أي سوء لأي مواطن عربيّ أو تركماني في تل ابيض لكنهم أقاموا الدنيا ولم يقعدوها, وكما تجدون الإعلام التركي والشوفينيّة العربيّة بمن فيهم الائتلاف الذي شكل لجنة لتقصّي الحقائق في تل أبيض, لم نسمع منهم صوتا, ولم يشكّلوا أية لجان أثناء تدمير كوباني, وفي هذا المجال أدعو الاخوة في أحزاب المجلس الوطني الكردي إعادة النظر في مواقفهم من الائتلاف, لأن المسألة باتت تمسّ الكرامة القومية الكرديّة.

نشرت الأحزاب السبعة بياناً رسمياً بأسمائها السبعة لعقد مؤتمر شامل هل هناك حقيقة مثل هذه الدعوة؟

هذه لدعوة ليست وليدة اليوم وهناك من سبقونا من القوى والأحزاب السياسيّة  والديمقراطيين السوريين الذين يطالبون بمثل هذا الاجتماع, وبتقديرنا أن مثل هذا الاجتماع يعمّق التفاهمات بين الناس, وتضع حدّاً للصراعات الموجود, وأن تشكّل خطوة من أجل تحقيق طموحات الجماهير الشعبية في المنطقة.

– هل هناك أمل في إعادة تفعيل المرجعيّة السياسيّة؟

نحن في كتلة الأحزاب السبعة سنبذل كل ما في وسعنا من أجل تفعيل هذه المرجعيّة, والتي تعبّر عن طموحات شعبنا.

كلمة أخيرة؟

أتمنى أن تتمكن الحركة السياسيّة الكردية في المستقبل القريب من تعزيز وحدتها القومية وتوحيد خطابها, وأتمنى لصحيفتكم المزيد من التقدّم والنجاح.

التعليقات مغلقة.