«12 عاما مع عبد الله غول» يكشف خلافات إردوغان وسلفه

41

يكشف كتاب مثير للجدل كيف أدى اتساع الهوة بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وسلفه عبد الله غل، إلى اهتزاز السياسة التركية بعد الانتخابات الأخيرة، كما أنه يطلق تكهنات حول عودة محتملة للرئيس السابق.

ويعرض الكتاب وهو بعنوان «12 عاما مع عبد الله غول» من تأليف مستشار سابق لغل، علنًا وللمرة الأولى، المشاجرات العنيفة والخلافات الشخصية الكبيرة بين مؤسسي الحزب الحاكم ذي الجذور الإسلامية، التنمية والعدالة.
news-19-06-2015-05
ونشر الكتاب بعد أيام من انتخابات السابع من يونيو (حزيران) الحالي، التي أدت إلى خسارة حزب العدالة والتنمية الغالبية المطلقة للمرة الأولى منذ وصوله إلى السلطة، مما أثار تكهنات بأن غل يخوض حملة ليحل محل أحمد داود أوغلو على رأس حزب العدالة والتنمية.

يذكر أن غل تولى رئاسة الوزراء لفترة قصيرة عام 2002. قبل أن يشغل منصب وزير الخارجية ثم رئيسا للبلاد في عام 2007.

وبقي في منصبه ولاية كاملة حتى أغسطس (آب) 2014. إلى حين تولي إردوغان المنصب، وبعد ذلك توارى والرجلان من المسلمين الملتزمين دينيا؛ لكن شخصية غل الأكثر دماثة تتناقض مع إردوغان الذي تثير سياساته الانقسامات قبل أن يكدره فقدان الحزب الحاكم غالبيته المطلقة.

ويقول مؤلف الكتاب أحمد سيفر، أبرز مستشاري غل إبان ولايته، إن الرئيس السابق كان يريد العودة إلى السياسة في الخطوط الأمامية بعد انتهاء ولايته.

لكنه لم يفعل ذلك لسبب واحد، وهو رجب طيب إردوغان.

وينقل الكتاب عن غل قوله «طيب بيك سيعارض ذلك»، مستخدما النموذج التركي للألقاب. مضيفًا حسب الكتاب «سيؤدي ذلك إلى نزاع بيننا لن يكون مفيدًا للبلاد. لا يستطيع بهلوانيان اللعب على الحبل ذاته».

ويروي الكتاب كيف أن غل تبنى موقفا معتدلاً حيال المظاهرات المعادية للحكومة العام 2013، مؤكدا أنه حض إردوغان أواخر ذلك العام، على إقالة أربعة وزراء متورطين في قضية فساد؛ لكن إردوغان الذي كان رئيسًا للوزراء آنذاك رفض ذلك.

كما انتقد الرئيس السابق بمرارة الدبلوماسية العدائية لتركيا، وأبلغ إردوغان وداود أوغلو وزير الخارجية آنذاك، أنهما يتصرفان كما لو كانا وزيري خارجية مصر وسوريا وبشكل يلحق الأذى بمصالح تركيا.

ويزعم الكتاب تأكيد طرفة حول قول خير النساء، زوجة غل خلال حفل استقبال بمناسبة انتهاء ولايته، إنها ستطلق «انتفاضة» ضدّ أولئك الذين لطخوا سمعة زوجها.

ويعتبر مراقبون الكتاب حول فترة حزب العدالة والتنمية في السلطة، منجمًا من ذهب، لكنّ الموالين لإردوغان عبروا عن سخريتهم.

وقال صهر إردوغان بيرات البيرق الذي انتخب نائبا عن حزب العدالة والتنمية في البرلمان الجديد «لم أقرأه أو أتفحصه، لا أعتقد أنه كتاب مهم جدًا».

لكن النائب إسماعيل الطيار من حزب العدالة والتنمية قال: «نعتبر ذلك محاولة لرمي حزبنا بقنبلة».

ويؤكد سيفر «ببساطة أكتب ما اختبرته»، مشيرًا إلى أنّ غل طلب منه تأجيل نشره إلى ما بعد الانتخابات تجنبًا لأي شعور بالتدخل.

وفي مواجهة معارضة المتشددين في حزب العدالة والتنمية، نفى غل أن يكون أُمِر بكتابة الكتاب، قائلاً إنه لم يكن متحمسًا لنشره؛ لكنه يعارض في الوقت ذاته أي نوع من أنواع الرقابة.

كما حذر من «اختلاق حسابات مختلفة» من الكتاب.

ورغم حرص غل وحذره، تصرف نموذجي من الرجل الذي يحسب حساب كل كلمة، أشاد بعض المعلقين المعارضين لإردوغان بنشر الكتاب، كدليل على بديل من داخل حزب العدالة والتنمية.

وكتب حسن جمال على موقع «تي 24» الإلكتروني «أشدّد على أهمية دخول غل المعترك من أجل تطبيع الديمقراطية في السياسة التركية».

لكن الحذر الذي يبديه غل يثير خيبة أمل لدى كثيرين يتذكرون كيف كان لقبه «كاتب عدل يطبع ختمه» على كل التشريعات المؤيدة لإردوغان خلال السنوات الأخيرة من رئاسته.

وبدلاً من التخطيط للعودة الفورية، ربما لا يزال غل (64 سنة)، ينتظر الوقت المناسب بعد خسارة حزب العدالة والتنمية غالبيته المطلقة بشكل أدى إلى خلط هائل في أوراق السياسة التركية.

التعليقات مغلقة.