إسرائيل أنقذت بشّار الأسد من ضربة عسكرية أميركية

21

التقاطتقف إسرائيل وراء إنقاذ الرئيس السوري بشار الأسد من ضربة عسكرية أميركية كانت مقررة، بعدما تقدمت بمقترح لتدمير الأسلحة الكيميائية السورية بدلاً من توجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد.

كشف السفير الاسرائيلي السابق في واشنطن ميخائيل اورين أن اسرائيل كانت وراء الاتفاق الاميركي ـ الروسي الذي انقذ رئيس النظام السوري بشار الأسد من ضربة عسكرية اميركية مقابل موافقته على تدمير ترسانته الكيميائية قبل عامين.

واكد وزير البنى التحتية الاسرائيلي يوفال شتاينيتس أنه كان صاحب الاقتراح بعقد الصفقة التي نسفت مصداقية الرئيس اوباما أمام العالم بعد ان تراجع عن التزامه باستخدام العمل العسكري إذا استخدم الأسد اسلحة كيميائية ضد المدنيين. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن الوزير الاسرائيلي انه ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لم يكشفا دورهما في الصفقة لكي “لا يُقال انها فكرة اسرائيلية”.

رجل المبادئ يتنازل

وكان موقع بلومبرغ اشار الى أن السفير الاسرائيلي السابق في واشنطن ميخائيل اورين كشف دور اسرائيل في مذكراته، التي ستصدر عن دار راندوم هاوس الاسبوع المقبل.  وكتب اورين في مذكراته أن الاتفاق الاميركي ـ الروسي “أذهلني بطرق غير مسبوقة”، لأن اوباما اوحى للعالم بأنه رجل مبدئي لا يتنازل حين يتعلق الأمر بمنع انتشار الأسلحة الكيميائية . واضاف انه كان يتوقع “ان يُترجم هذا الموقف الى ضربة خاطفة ضد منشآت سورية حيوية”.

ونُسبت أبوة الاتفاق على انقاذ الأسد مقابل تدمير ترسانته النووية الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الاميركي جون كيري ولورد اون عضو البرلمان البريطاني السابق ووزير الخارجية البولندي السابق رادوسلاف سيكورسكي. وما بدا تصريحاً عابراً أطلقه كيري بشأن الاتفاق كان في الحقيقة ثمرة عام من المحادثات بين اوباما وبوتين، بحسب صحيفة نيويورك تايمز ناقلة عن وزير البنى التحتية الاسرائيلي شتاينيتس قوله “إن ما تحقق هو أفضل نتيجة ممكنة”.

تعاون إسرائيلي – أميركي – روسي

ويروي شتاينيتس انه بحث توعد اوباما بتوجيه ضربة عسكرية الى النظام السوري مع مدير وزارته يوزيف كوبرفاسر، ثم “قلنا لأنفسنا ما جدوى سقوط 50 أو 100 صاروخ توماهوك على قواعد نصف فارغة في سوريا ، وهي ستكون ضربة لمرة واحدة ولن تكون رادعاً ضد استخدام الكيميائي”.

ويتابع شتاينيتس “ثم خطرت لنا الفكرة وهي ان أفضل شيء أن تتعاون روسيا والولايات المتحدة لتفكيك المخزون الكيميائي”.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن شتاينيتس أن مقترحه كان يحقق مكاسب لجميع الفرقاء، “للروس الذين كان العالم كله يهزأ منهم بسبب دعمهم دكتاتوراً وحشياً يستخدم أسلحة كيميائية، وللاميركيين لأن هدف اوباما الحقيقي هو ضمان عدم استخدام أسلحة كيميائية لاحقًا، وهذا أفضل من مجرد ضربة، والأسد لم يكن قادرًا على الاعتراض لأنه شديد الاعتماد على روسيا، واسرائيل ستتخلص من تهديد استراتيجي خطير جدًا كان قائمًا منذ السبعينات”.

 

وكان شتاينيتش اعلن في مقابلة اذاعية عام 2013 أن لدى اسرائيل دليلاً على استخدام نظام الأسد أسلحة كيميائية ضد المدنيين. وحين طلب منه دبلوماسي روسي في اسرائيل رفض شاينيتس أن يكشف اسمه أن يريه هذه الأدلة، رفض واقترح عليه فكرة الصفقة.  ويروي الوزير الاسرائيلي ان الدبلوماسي الروسي بدأ يسجل ملاحظات قائلا انه سينقلها الى موسكو “اليوم”.

وفي غضون يوم أو يومين، بعد اطلاع نتانياهو على فكرة المقترح، كما يروي شتاينيتس، “بدأ الاميركيون والروس يتداولون الفكرة بينهم، بينما كنا نحن جالسين نتفرج”، بحسب الوزير الاسرائيلي.

واضاف “ان هذا كان سرًا حتى اليوم”.

 

ولم يكن شتاينيتس يعلم أن سفير اسرائيل السابق في واشنطن ميخائيل اورين اضاف الواقعة في كتاب مذكراته الى أن ابلغه اورين بذلك، خلال جلسة برلمانية ليل 15 حزيران/يونيو.  وقال شتاينيتس “إن نشرها كان مفاجأة كبيرة لي”.

إيلاف

التعليقات مغلقة.