نمور من ورق!

39

46868_791999760814432_756909249_n

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كفاح محمود كريم

يقول نابليون إن جيشا من الأسود بقيادة غزال سيكون مصيره الهزيمة، بينما سينتصر جيش من الغزلان إذا كان قائده أسداً، استذكرت هذا القول وانا أراقب تصريحات السيد المالكي وهو يتحدث عن الهزيمة المخزية لجيشه، والتي تسببت فيها قيادته ومجموعة من الجهلة والثعالب، حيث تبخرت ست فرق عسكرية تم تدريبها منذ ما يقرب من عشر سنوات، وتسليحها بأحدث الأسلحة من الولايات المتحدة وحلف الناتو، انهزمت وتركت كافة تلك الأسلحة والعجلات والدبابات ولاذت بالفرار.

ورغم كل ذلك يخرج علينا القائد العام للقوات المسلحة ليصور الأمور وكأنها بطولات، وتتحدث وسائل دعايته ومن يمثلونه وكأنها جعجعة طبول فارغة بأصوات نشاز تثير السخرية لدى الرأي العام العراقي عموما، الذي أدرك تلك الهزيمة المخزية، بينما يصر القائد العام وطاقمه على أخطائهم وتأخذهم العزة بالإثم كما كان يفعل الطغاة المصنوعين من ورق عبر التاريخ!

لقد تسبب جهلهم وسوء إدارتهم وفشلهم في قيادة العراق والتعامل كرجال دولة، إلى سقوط أكثر من ثلث البلاد بيد القوى الإرهابية خلال ساعات، بينما هم يمثلون ادوار البطولة في مسرحية الولاية الثالثة، والعجيب إن نقطة الحياء كما يقول العراقيون قد سقطت عن جباههم، بل انه لو كانت هناك بقايا غيرة عراقية لدى هؤلاء لانتحروا أو استقالوا، اثر واحدة من أخزى هزائمهم وعارات فشلهم وفضاحة أساليبهم التي يندى لها الجبين، وهم يدفعون شخصيات هزيلة متورطة بجرائم جنائية وإرهابية مثل قيس الخزعلي وأمثاله من عصابات القتل، إلى القيام بحملة تطهير عرقي ومذهبي للكورد والسنة في بغداد وضواحيها ومحافظات الكوت والعمارة والحلة وغيرها، في واحدة من اخطر عمليات اغتيال التعايش والتضامن التاريخي بين الكورد والشيعة والسنة.

فمنذ أكثر من أسبوع يتعرض الكورد والسنة عموما إلى عمليات اختطاف وتهديد وقتل وتهجير في بعض أطراف العاصمة ومحافظات الكوت والعمارة والحلة وغيرها، بل أنهم نصبوا سيطرات في أطراف بغداد وعلى الطرق المؤدية إلى كوردستان، يعترضون فيها المواطنين الكورد ويوجهون لهم الاهانات ويعيدونهم إلى الإقليم، بينما تعج مدن كوردستان وبلداته بمئات الآلاف من العراقيين الشيعة والسنة النازحين من جور حكمهم والإرهاب، ليعيشوا بأمن وسلام وعزة وكرامة.

إن سر هزيمتهم تكمن هنا في سلوكهم وتصرفاتهم وهو سر سقوطهم وانهيارهم أيضا، بينما يبقى سر تقدم ونجاح الكورد وكوردستان يكمن بأخلاقياتهم ونبلهم وتسامحهم واحتضانهم لكل أبناء العراق دونما النظر إلى أعراقهم أو أديانهم أو مذاهبهم.

التعليقات مغلقة.