من هنّ.. وكيف يتفاعلن مع أزواج امتهنوا العمل السياسيّ؟

29

buyer1919

“تنفرد صحيفة Bȗyerpress وعلى مدى أعدادها القادمة بنشر حوارات خاصّة مع زوجات قياديي الحركة الكرديّة في روجآفا ليتحدّثن عن تجاربهن مع أزواج سلكوا درب السياسة الشائك, والمعاناة التي تعرضن لها في تلك الأيام, بحلوها ومرّها, ومدى المساعدة التي قدمنها لأزواجهن طيلة تلك الفترة العصيبة, إضافة إلى بعض خفايا العلاقة بينهما وكيفيّة تعرّف كلّ منهما على الآخر, مع العديد من النقاط الأخرى التي ستكون محلّ اهتمام القرّاء”. وقفت المرأة الكردية في مرحلة الكفاح السياسي جنباً إلى جنب مع زوجها الذي آثر العمل السياسي – لأجل قضية شعبه – على حياته الشخصية والعائلية والاجتماعية,فكانت رفيقة الدرب والكفاح؛ سيدات لم يقل نضالهن عن نضال أزواجهن. “أم هوشنك” سيدة سطع نجمها في سماء الحياة السياسيّة في عهد زوجها المناضل الثوري آبو أوصمان صبري؛ بصبرها؛ سيدة رصينة, صبورة, وأم وقور, تقاسمت مع زوجها ما عاناه, من تشرد وغربة وفقر خلال مسيرته الطويلة, ويحكى عنها أنها في الأخيرة – وهو ما جاء على لسان ابنها البكر هوشنك – أنها كانت تغلي الشاي كل صباح إلى درجة كبيرة حتى يقترب في لونه وسماكته من مادة القطران, الأمر الذي أثار فضول الطفل هوشنك ليستفسر عن السبب, فكان جوابها حتى لا ينال منكم الجوع. صورة بسيطة تشرح واقع حال سيدة لم تحمل السلاح ولم تلج أروقة العمل السياسي, لكنها حاربت الزمن الذي أشهر سلاح الفقر والغربة في وجهها ووجه عائلتها الصغيرة طيلة المسيرة النضاليّة لآبو أوصمان صبري, فأثبتت وبجدارة عظمة المرأة الكرديّة. وبعيداً عن الساحة السياسية, وعلى الساحة الثقافية, كانت للأميرة روشن بدرخان بصمة حاضرة في تاريخ المرأة الكردية, المرأة التي ساندت زوجها الأمير جلادت بدرخان في إصدار جريدتيْ “هاوار” و “روناهي” بهدف الحفاظ على الثقافة الكردية.

إعداد: فنصة تمو

 

السيدة وداد جميل عمر حرم السيد “بشار أمين” عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا, من مواليد “كرميّر” 1958, المؤهل العلمي إعدادية، أم لخمسة أولاد بنتان وثلاثة شباب وهم ” لورين، آنّا ، جوبين، جكر، هزار”.

عن ارتباطها مع السيد بشار أمين قالت كان ذلك في أيام الثانويّة حين كنت أتقدم لامتحانات الثانويّة العامّة في الحسكة، وحصل التعارف عبر أحد الأقرباء وتمت الخطبة ومن ثم الزواج, دون مقدمات أو علاقات.

تقول السيدة وداد إذا كان العمل السياسيّ واجباً لغيرنا، فهو بالنسبة للشعب الكردي واجب وضرورة، بل وفرض عين على كل كردي مخلص نظرا لما عاناه هذا الشعب من ظلم مزدوج وعلى مر الزمن.

ولا تنكر حصول نوع من الشكوى تجاه عمل زوجها السياسي, لكن ليس بسبب آرائه ومواقفه، بل ربما بسبب تغيبه عن المنزل أحياناً لفترات طويلة, وحدوث خلل في تنظيم الوقت لديه، فكان تأثير العمل الحزبي والسياسي حاضراً دوما على كل الأعمال الأخرى، فمثلا كان يدخل البيت أحيانا وقبل أن يبدل ثيابه يرده اتصال هاتفي يطلب حضوره, فلم يكن يتردد, بعد أن يتأكد أن الأمر يتعلق به هو ولا أحد سواه، وأغلب المناسبات الاجتماعية كانت تتزامن مع الموعد الحزبي فكان ينصرف إلى ذلك العمل وهكذا.

وعن الأوقات العصيبة التي عاشتها مع السيد بشار أمين تقول: “لم تكن هناك مراحل صعبة بالمعنى الدقيق، لكن عانينا في بداية الزواج، لأنه لم يكن في البيت سواه, وهو الحزبي شبه المتفرغ, فكنا نحتار أنا ووالدته أحيانا كيف نؤمن مطالب يومنا, واستمرت هذه الحالة لفترات طويلة، لكن أصعبها كانت عند ملاحقته من قبل النظام ولعامين متواصلين قبل الثورة السورية, وبعيد اعتقال رفاقه القياديين ” مصطفى جمعة, وسعدون محمود, ومحمد سعيد عمر” وكذلك عندما تعرض للاختطاف والنفي إلى إقليم كردستان العراق بعد مداهمة منزلنا ليلا ، وكنا نمضي أنا والأولاد معه في فترة الملاحقة أوقاتا قلقة وعصيبة للغاية بسبب المداهمات الأمنية المتكررة، وقلقنا على ظروفه الخاصة خارج البيت، ومع ذلك كنا نعتبر ذلك أوسمة نعتز بها”.

ولا تبدِ السيدة وداد أي ندم في زواجها من سياسي, بل العكس, فهي ترى أن عمله السياسي ذو مزايا، لأنه من جانب يؤدي واجبه القوميّ والوطني ومن جانب آخر هو موضع تقدير واحترام من رفاقه ومحيطه الاجتماعي والسياسي.

وقد انخرطت السيّدة وداد في صفوف حزب (الاتحاد الشعبي ) في ثمانينيات القرن الماضي ولأعوام، ولكن تفرغت بعدها لتربية الأولاد ومتابعة دراستهم.

وتؤكد السيدة عمر إيمانها بأفكار الحزب الذي يشغل فيه زوجها منصباً قيادياً قائلة:” ازداد إيماني به بعد إعلان الوحدة الاندماجية بين حزبنا وثلاثة أحزاب شقيقة أخرى وولادة الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا، لأن الأحزاب الأربعة استجابت لأهمية وضرورات المرحلة واستطاعت النهوض بمهام وأعباء هذه المرحلة إلى جانب القوى الوطنية الأخرى لتحقيق الديمقراطية للبلاد وضمان الحقوق القومية المشروعة لشعبنا”.

وبرأيها أن مستوى أداء الأحزاب الكردية في الدفاع عن القضية الكردية متفاوت من حزب إلى آخر ومن مرحلة إلى أخرى، لكنها تنظر إليه – على العموم – بإيجابيّة, مع الكثير من الملاحظات, بسبب الانقسام المفرط لدرجة الشرذمة وهذا – برأيها- يثقل كاهل الحركة السياسية ويبطئ من فعاليتها، كما أن هناك من يجعل من الموقع الحزبي امتيازا وليس عبئا نضاليا.

وقبل أن تختتم السيّدة وداد عمر حرم السيّد بشار أمين عضو المكتب السياسيّ في الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا (PDK-S) حديثها تؤكّد أن السيّد أمين لا يحب النجوميّة, بل العكس,يعمل في كثير من الأحيان كجندي مجهول وهي تعاتبه على التقصير في هذا الشأن. وتضيف أنه لم يحدث أن انتقدته في عمله سواء ضمن حزبه أو في إطار الحركة الكردية, بل كانت تنتقده أحيانا لتقصيره في الحديث معها عما يجري بشكل أوسع.

التعليقات مغلقة.