النظام والكرد والمعارضة في غرفة مغلقة / زيد سفوك

36

التقاط” هنا يجب أن نميز بين قادة هذه الأحزاب الكردية داخل الغرفة المغلقة وكوادرها التي ترفض جملة وتفصيلا سياسة قادتها وتدعو إلى عزلهم إلا أن صوتهم لم يعد مقبولاً بسبب دعم القوى الكردستانية لهذه القيادات وترك بابها مفتوحه لهم ودعمهم بشكل متواصل حسب ما تتطلب مصالحهم الإقليمية ضاربين إرادة الشعب الكردي المضطهد بعرض الحائط حتى وصل الأمر بهذه القيادات السياسية إلى تهميش دور الشباب والمرأة بمشاركة القرار السياسي خوفا منهم بأنها هزيمة سياسية لهم ” برؤية واضحة للواقع فإن ما يجري هو لعبة المصالح بكل مقاييسها البعيدة عن القومية الكردية , فما زال النظام على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية هذا إذا سميناها قوى لأن هذه الكلمة تعني القرار والدفاع والهجوم وقادة الأحزاب الكردية معدومة هذه المصطلحات قولاً وفعلاً ولكنهم يملكون القوة فقط على كوادرهم الحزبية بسبب امتلاكهم للدعم المادي الذي يبقيهم في أماكنهم فالدعم الاقتصادي هو العمود الفقري للسياسة رغم أن الفشل شريكهم المستمر في مسيرتهم ,وبات واضحا للجميع في الداخل والخارج؛ إن هذه القيادة أصبحت أجندات وهياكل ولا يستطيع أحد أن يلوم النظام الحاكم أو يلوم أي جهة خارجية بما جرى حتى الآن, فمن ناضل وكافح من أجل قضيته لن يقبل بأية إملاءات أو إغراءات على حساب قضيته العادلة واللوم فقط على من باع القضية إذا كان يستحق اللوم والسؤال يطرح نفسه دائما طالما الجميع داخل غرفة مغلقة فلما كل هذا الدمار والقتل وتدمير للبنية التحتية , وإن تمعنا برؤية خارجية سيتضح للجميع أن النزاع القائم ومنذ أمد بعيد بين الأمريكان والروس هو من فرض على الداخل السوري هذه اللعبة وهذا ما يؤكد أن الأمريكان والروس هم داعمو الإرهاب ومحاربوه بآن واحد , والخاسر الوحيد هو الشعب السوري المغلوب على أمره بشكل عام والشعب الكردي بشكل خاص , وهنا يجب أن نميز بين قادة هذه الأحزاب الكردية داخل الغرفة المغلقة وكوادرها التي ترفض جملة وتفصيلا سياسة قادتها وتدعو إلى عزلهم إلا أن صوتهم لم يعد مقبولاً بسبب دعم القوى الكردستانية لهذه القيادات وترك بابها مفتوحه لهم ودعمهم بشكل متواصل حسب ما تتطلب مصالحهم الإقليمية ضاربين إرادة الشعب الكردي المضطهد بعرض الحائط حتى وصل الأمر بهذه القيادات السياسية إلى تهميش دور الشباب والمرأة بمشاركة القرار السياسي خوفا منهم بأنها هزيمة سياسية لهم , وكل ذلك زاد من ديكتاتوريتهم لأنهم وقفوا أمامهم كسد منيع بالدعم الذي لاقوه ويتلقونه لحد الآن أمام الجيل الصاعد وطموحاته وحقوقه المشروعة والعادلة . حين يلجأ القلم الحر لإظهار وتبيان الحقائق فذلك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وعدم الانجرار وراء الفشل وبنفس الوقت لإظهار الطريق الصحيح وإنارته للمضي قدما والتغيير للأفضل وما تزال هناك هواجس داخل نفوس البعض أنه في حال لجأوا إلى هذا الطريق فإنهم سيبدؤون من جديد, وهذا ما يجعل اليأس يتغلغل في نفوسهم وذاك خطأ فادح فالإنسان المناضل الذي عمل جاهدا في النضال والكفاح من أجل قضيته ومبادئه وأدرك بأن قيادته كانت تستغل وجودها في المقدمة لتقطف الثمار وتبيع من وراءها لأنهم الثمن عليهم أن يغيروا مسارهم إلى الطريق الآخر الواضح الرؤية ويبدأوا من حيث أنهوا من مكانهم الآخر وهنا يكمن النجاح, فالربيع العربي تحول إلى شتاء قاسي بأعاصيره وعواصفه الهوجاء التي لم ترحم بشراً ولا شجراً, أما الربيع الكردي فبدأ منذ التاريخ بكاوى الحداد ومازال مستمراً لتتفتح براعمه وتمنح الحياة والأمل لشعب لطالما عشق الحرية والسلام, ومن يعتقد بأن من حقه قطف براعم الربيع الكردي وبيعها فهو واهم لأنها ارتوت من دماء الشهداء منذ التاريخ وحتى انتفاضة أذار 2004 و 2011 وسيبقى ما دام هناك دم الكردايتي يجري في عروق الشباب والمرأة الكردية الحرة, حينها سيعلم العالم أجمع بأن الربيع الكردي لا يموت لأنه يعني الشعب الكردي الحر .

نشر هذا المقال في صحيفة Buyerpress في العدد 15 بتاريخ 2015/3/15

التعليقات مغلقة.