رحلت الثورة البيضاء ولم يرحل النظام / رضوان سيدو

29

رحلت الثورة البيضاء ولم يرحل النظام“اما نحن الكرد وفي هذه المرحلة المصيرية والمفصلية في حياة شعبنا يتطلب منا وحدة الموقف والصف الكرديين واستثمار طاقات كافة أبناء الشعب الكردي في مواجهة الخطر المحدق به الذي يستهدف وجوده ,وتمكينه من الحصول على حقوقه القومية وفق العهود والمواثيق الدولية وتطبيق اتفاقية دهوك نصا وروحا وقبول حركة المجتمع الديمقراطي المجلس الوطني الكردي كشريك حقيقي  وفعلي .والكف عن سياسة الاقصاء التي لم تكتب لها النجاح على مر العصور”

جامع قاسمو محل ولادتي و الثلاثاء 15/3/2011 تاريخ تولدي, حيث اندلاع الثورة السورية وانطلاقتها من درعا المناضلة, والمدن الكردية كانت السباقة الى مشاركتها شيئا فشيئا توسعت رقعتها لتشمل اغلب المناطق السورية فهزت عرش نظام الاسد المستبد.

أما في قامشلو فكنا نتوق ونقصد في كل يوم جمعة جامع قاسمو , جامع هموم وطموحات وآمال الشباب الثائرين على الظلم والاضطهاد منادين بالحرية والكرامة وفيما بعد بإسقاط النظام الدكتاتوري بعد فقدانهم الامل في اصلاح النظام  منظومته  والقيام بإصلاحات جدية في الواقع المأساوي المرير .

نعم ثورتنا كانت سلمية وحناجرنا رددت شعارات وطنية /واحد واحد واحد الشعب السوري واحد _ يا درعا حنا معاكي للموت ……./ وتأكيدا على ذلك وددت ان انشر قصاصة ورقية (دعوة للتظاهر ) لـ (ربيع الشباب الحر- قامشلو ) يدعو المواطنين للتظاهر بوقفة عز والنضال من أجل الحرية والكرامة وكذلك الانضباط والحفاظ على سلمية الثورة وهذه نصها

( الحياة وقفة عز نعيشها فقط , فكيف السبيل إلى الحرية والى الكرامة دون النضال من أجلهما , لا وطن حر دون مواطنين أحرار, هكذا نصل الى سوريا حرة ديمقراطية تعددية لكل السوريين بالعمل والحراك التظاهري السلمي , ندعو للتظاهر بيوم الجمعة القادم انطلاقا من جامع قاسمو بعد صلاة الظهر بتاريخ 8/7/2011 وذلك لنيل حقوقنا الكردية المشروعة وتضامن مع اخوتنا وابناء وطننا في المحافظات الاخرى لفك الحصار عنهم ومن اجل كافة المعتقلين والشهداء , وبما فيهم شهيدنا الكردي تحسين خيري ممو الذي اغتيل بعد اعتقاله على ايادي النظام الامني البوليسي البعثي الذي حكم البلاد بشرا وحجرا, ووضعهم في زاوية مليئة بالعنف والقلق وعدم الاستقرار كما جعل الحياة لأبناء هذا الوطن بكافة مكوناته جحيم لا يتحمله احد , كما ندعو كافة المشاركين الى التقيد التام بالانضباط والحفاظ على الطابع السلمي الحضاري , املين الوقفة , وقفة واحدة ضد هذا النظام ).

الا انه وفيما بعد تلاشت تلك الطموحات والآمال بعد تعنت النظام الامني الاستجابة لمطالب وحقوق الشعب ومجابهته بالعنف والقتل والتدمير والاغتصاب وبعد ذلك اخذت الثورة منحا اخر وتعسكرت للدفاع عن الشعب الاعزل وتسارعت اغلب الدول في البداية الى اتخاذ مواقف إيجابية تجاه ثورة الشعب ولكن بعد ان تبلورت الاحداث وتضاربت وتصارعت المصالح الدولية بدت تخاذل كثير من الدول لدعم الثورة كما وعدوا الشعب وكما كان مألوفا منهم كدعمهم للثورات التي سبقتها, كل ذلك وامام دعم حلفاء النظام وخاصة روسيا وايران له بكل ما يتطلب لقمع الثورة وإنهاء الازمة, اصبحت سورية ساحة مفتوحة امام الاجندات الاقليمية والدولية والجماعات الارهابية التي تمددت وسيطرت على كثير من المناطق على مرأى من النظام وبترتيب منه ان لم يكن بدعمه المباشر واراد من ذلك ان يخير الشعب بين ارهاب تلك الجماعات وبين نظامه الدموي, والاثنان مرفوض لدى الشعب الذي قدم التضحيات الجسام للإتيان بنظام ديمقراطي وبناء دولة يصون فيها كرامة المواطن ويتحقق العدل والمساواة للجميع .

نعم ثورتنا كانت بيضاء كبياض قلوب الشباب الشريحة الثائرة التي لم تكن لها اي مطامع سيادية في السلطة بل انهم كانوا التواقين للحرية والرافضين للظلم والاستبداد, وها الثورة تدخل عامها الخامس  ورحلت الثورة البيضاء ولم يرحل النظام لا بل انه ماض في حلوله الامنية لمعالجة الازمة وخلفت بذلك الدمار ومئات  الالاف من الشهداء والجرحى والملايين من المشردين والمهجرين, ناهيك عن المعتقلين والمختفين وبذلك تحولت ثورتنا الى ثورة حمراء وسطا عليها النظام وحلفائه ولصوص الحروب والاجندات الاقليمية والدولية وافرغتها من اهدافها السامية و النبيلة الهادفة الى بناء دولة العدل والقانون .

اما نحن الكرد وفي هذه المرحلة المصيرية والمفصلية في حياة شعبنا يتطلب منا وحدة الموقف والصف الكرديين واستثمار طاقات كافة ابناء الشعب الكردي في مواجهة الخطر المحدق به الذي يستهدف وجوده ,وتمكينه من الحصول على حقوقه القومية وفق العهود والمواثيق الدولية وتطبيق اتفاقية دهوك نصا وروحا وقبول حركة المجتمع الديمقراطي المجلس الوطني الكردي كشريك حقيقي  وفعلي. والكف عن سياسة الاقصاء التي لم تكتب لها النجاح على مر العصور.

نشر هذا المقال في صحيفة Buyerpress في العدد 15 بتاريخ 2015/3/15

 

التعليقات مغلقة.