” Bûyerpress” تنفرد بترجمة اللقاء الذي أجرته قناة “Dunya” الكردية مع عبدالحميد درويش سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا.

43

 10559967_1031261470222032_5848283927487055355_n– مسألة الاستقلال نراها اليوم مسألة صعبة, دعنا لا ننجر وراء أحلام أسميها “أحلام الطفولة”.

– الأحزاب الكردية التي تأسست لا تعمل لخدمة الكردايتي, معظمها تم تأسيسها من قبل الاستخبارات السورية.

– قال جكرخوين لوالدي ابنك لن يعود من الآن فصاعداً ملكا لك, هو منذ اللحظة ابننا, وابن الكرد.

– بعض الأحزاب الكردية في سوريا قدمت خدمات مجانية للاستخبارت السورية ودون مقابل مادي. للأسف, لا أستطيع أن أنفي الأمر, غداً, وبعد زوال البعث ستتوضح الكثير من الأمور السيئة.

– فليسمع الكرد في أرجاء العالم؛ نحن لسنا ” كردستاناً” نحن جيب لكردستان تركيا, قسّمه وفصله عنها خط القطار.

– قال لي آبواوصمان صبري, لا توجد أية أحزاب كرديّة في سوريا, لم لا نؤسس حزباً كردياً, طبعاً بمساعدتك لأني أعلم أن الناس ستقول مالنا والأحزاب.

– كلفتني طباعة نظام وبرامج الحزب الداخلية في العام 1956 (200) ليرة سورية حينها.

– كانت أحذية الراحل جكرخوين برباط ولا يستطيع ربطها لانه كان ذو صحّة فكنت أقوم بربط حذائه، وكنت آنذالك سكرتيراً للحزب.

– أخبرت صالح مسلم أني لست منزعجاً من تواصلك مع الاستخبارات السورية إذا كانت في خدمة الكرد، ولكن لا يجوز تسخير هذه العلاقات في خدمة حزبهم فقط.

– انتظرتني طائرة الأسد نصف ساعة في مطار القامشلي للقاء به, إلا أنني لم أستجب لطلبه, وحتى الآن يرغب في اللقاء بي ولا أذهب, لاأعلم إن كنت على صواب أم لا, هذا ما سيقرره الكرد مستقبلاً أن كنت صائباً أم مخطئاً في قراري.. قد يأتي يوم وأذهب للقاء به.

– الحزب التقدمي هو الأكبر مكانة وقدرا لدى المكوّن العربي والسريانيّ. وسيكون حزبنا إحدى الأحزاب المبادرة لإيجاد حل للأزمة في سوريا.

………………………………………………………….

قبل المقابلة, تحدثت لنا بأن معظم الشخصيات التي مارست معها السياسة رحلوا, ولأنكم تملكون باعا ً طويلاً في السياسة لازلتم نشيطين في العمل السياسي, و قد عاشرتم الكثير من الأجيال, بعد ثورة الشيخ سعيد دخل الكثير من كرد شمال كردستان إلى غربي كردستان وتابعوا العمل السياسي وأنتم أيضاً ولجتم باب السياسة في عمر صغير وناضلتم مع المناضل اوصمان صبري ونورالدين ظاظا, حبّذا أن تتحدث عن تلك الفترة و كيف بدأتك بالعمل السياسي ؟

بدايتي بالعمل السياسي كانت مع الشاعر الكردي الكبير جكرخوين وبعد ذلك حين سافرت إلى دمشق للدراسة تعرفت على اوصمان صبري, عرفت أيضاً السيدة روشن بدرخان التي بيننا صلات قرابة عشائرية,    ولعبت  دوراً بارزا في تطوير كرديتي. أذكر أنه في العام 1951 بدأت العمل السياسي في حادثة أتذكرها, إذا كان والدي جالساً مع الأديب الكبير جكرخوين في المقهى ودعوني للانضمام إليهم, حيث قال جكرخوين لوالدي أنت يا سليمان حاج درويش زعيم عشيرة الكيكان وابنك لن يعود من الآن فصاعداً ملكا لك, هو منذ اللحظة ابننا, وابن الكرد,  وكان لجكرخوين تأثيراً كبيراً على عملي السياسي وكرديتي ولا سيّما أيام الثانويّة, بعدها ذهبت إلى دمشق وتوسّعت دائرة عملي, مع عمي واثنان من أبناءه, وكنا نزورالسيدة روشن كل جمعة حيث كانت تعدّ لنا الغداء. بدأنا بتأسيس جمعية كردية للكتب وطبعنا كتب آبواوصمان وروشن بدرخان حيث قمنا بطباعة سبعة كتب على نفقتي الشخصية, لأنا كنا ميسوري الحال, ولم يكن حزب البعث قد تشكّل آنذاك.

ذات يوم قال لي آبواوصمان صبري, لا توجد أية أحزاب كرديّة في سوريا, لم لا نؤسس حزباً كردياً, طبعاً بمساعدتك لأني أعلم أن الناس ستقول مالنا والأحزاب. وكنت حينها شاباً متحمساً للعمل والنضال, أبديت استعدادي وأسسنا الحزب سنة 1956 انضم إلينا بعدها رفاقنا رشيد حمو، محمدعلي خوجة، خليل محمد وشوكت حنان, وطالبوا بأن يكون تاريخ انضمامهم للحزب هو نفس تاريخ تأسيس الحزب لكنني رفضت ذلك و أخبرت آبواوصمان أنه لا يجوز لا يجوز التلاعب بالتاريخ من أجل أشخاص, لأننا كنا قد أعددنا برامجنا ونظامنا الداخلي و طبعت كل ذلك على نفقتي الشخصية (كلفتني 200 ليرة سورية حينها)وكنا لا نزال طلاباً, انضم بعدها رفاقنا من منطقة كرداغ, ونور الدين ظاظا كان معنا والسنة التي بعدها انضم إلينا جكرخوين, وأصبحنا حزباً، كان غنياً وكبيراً و يحظى باحترام وتقدير الجميع لأن كوادرنا كانوا من النخبة أمثال آبواوصمان ونورالدين ظاظا وجكرخوين ورشيد حمو وكلهم كانوا قامات كبيرة, نورالدين ظاظا كان يحمل شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة لوزان وآبواوصمان صبري من عائلة مشهورة من شمالي كردستان وكان شابا جريئاً وشجاعاً, أما جكر خوين فكان غنيًا عن التعريف.

عندما استلم حزب البعث السلطة عمل كل ما بوسعه لتفكيك هذه المجموعة المثقفة التي ستغدو عبئاً ثقيلاً عليه, وستخلق له الكثير من المشاكل, وللأسف نجح حزب البعث بمهمته واستطاع رجال الاستخبارات السورية خلق الفتنة بين كوادرنا وانقسم الحزب على بعضه, وذهب كلّ من نور الدين وآبواوصمان وأنا في طريق, وهكذا  تفكك الحزب.  أقول لجميع الكرد أن رئاسة الحزب مثل تلك المجموعة التي كانت ترأس الحزب لن تتكرر لثلاثين سنة قادمة في كردستان سوريا, التقيت سياسيين كثيرين في سوريا مثل خالد بكداش وأكرم حوراني وحسني البرازي لكن لم يكونوا بمستوى تلك المجموعة الرئاسية, أتأسف أننا لا نهتم لسياسيينا وعظمائنا الكرد.

تحدثت لنا عن هذه الشخصيات  التي لها باع طويل في السياسة, ورأوا كيف قمعت حركة الشيخ سعيد شمال كردستان وآكري وديرسم بسبب الخيانة, أود أن أسألك هنا كيف كان تمّ التلاعب بهؤلاء الأشخاص وانجروا  إلى هكذا ألاعيب؟

كان يتمّ التلاعب بهم, كانت هناك مجموعة باعت “شرفها” للاستخبارات السورية وعملت هذه على تفكيك الحزب, نورالدين كان واعياً و متفهماً جداً, يرشدك للصواب في الأزمات, وكان الحزب (التقدمي)  يسير حسب آرائه واعتقاداته حتى اللحظة وليس على آرائي أنا, لا أخفيك أن الحزب التقدمّي حزب متفهم وذو مكانة, لكن معلمنا هو نورالدين ظاظا فهو ورشيد حمو وجكرخوين وآبو أوصمان وضعوا لنا حجر الأساس. جكرخوين أديب غني عن التعريف, وهو معلمي رغم من أنني كنت مسؤوله لمدة 25 سنة حيث كان عضو اللجنة المركزية وأنا كنت سكرتير الحزب لكنه معلمي في الكراديتي وعندما كنت أقول له قم كان يقوم. كان أحذيته برباط و لا يستطيع ربطها لأنه كان ذو صحّة وبطن كبير فكنت أقوم أنا بربط حذائه وكان يخجل مني و يقول دوماً: أني خجل منك, مرّة لأنك سليل الحاج درويش آغا عشيرة الكيكان, ومرّة أخرى لأنك سكرتير حزبي, وجميع رفاقنا كانوا هكذا يتمتعون بروح التواضع, رغم أن نورالدين ظاظا كان خريج جامعة لوزان, واوصمان صبري كان ابن أمير وعائلة عريقة من شمال كردستان.

دعنا نتحدث عن مسألة انفصالكم عن PDK؟

نحن لم ننتسب لـ ((PDK ولم تكن لدينا أية علاقة معهم أبداً, التقينا مع المرحوم الملا مصطفى البارزاني في موسكو, وأخبرناه أننا بصدد تأسيس هذا الحزب, فبعث لنا رسالة مفادها ” أخبروا حميد وأوصمان أن يستمروا بعملهم” وكان ذلك بشارة خير لنا جميعاً وأسسنا الحزب.

عبد الله اسحاقي سكرتير البارتي الديمقراطي الكردستاني- إيران كان متواجداُ في دمشق وساعدنا بكل ما بوسعه وكذلك عبد الرحمن زفيني كان وزيراً  للشباب لدى المرحوم قاضي محمد وقد ساعدنا أيضاً, ولا ننسى الشاعر الكبير هجار موكرياني والسيدة روشن بدرخان والكثير من الشباب المثقفين في دمشق, وعملنا بكل ما لدينا من قوة بهدف تأسيس هذا الحزب.

 أنتم معروفون بسياستكم المرنة ومن بين الشخصيات التي دخلوا إلى غرب كردستان بعد سنة 1925 الى سوريا استفادوا كثيرا وقويت العلاقات وتعاونتم سوية وفي سنة 1980 حدثت هناك اختراق عسكري ودخلت أجيال شابة إلى روجآفا, بقوا فترة هنالك ثم هاجروا بعد ذلك إلى أوربا, حبذا لو تحدثت لنا عنهم وعن تلك الفترة؟

فليسمع الكرد في أرجاء العالم؛ نحن لسنا ” كردستاناً” مستقلاً, وليقولوا أن حميد يتبع سياسة رخوة, الأمر ليس كذلك, كردستان سوريا ثلاثة أجزاء, الجزيرة, كوباني, وعفرين, والمناطق العربيّة تفصلها عن بعضها, نحن جيب لكردستان تركيا, قسّمه وفصله عنها خط القطار, مثال أنا من قرية قرمان, نصف مساحة أراضينا في تركيا, ونصف العشيرة وربما أكثر هي الآن في كردستان تركيا (قزلتبه ), لذا يقول  الكثيرون بأن حزب التقدمي هو حزب رخو,  لكن لو لم يكن هكذا لكان الكل مبعثراً هنا وهناك في درعا ودمشق وهذا ما كان يريده البعث.

قلت بأن كردستان سوريا هي ليست مستقلة,  بل مرتبطة بكردستان تركيا, والكثير من السياسيين في كردستان سوريا يقولون لماذا لا توجد هناك سياسة مستقلة بذاتها, لماذا البعض منهم مرتبط بجنوب كردستان, والقسم الآخر مرتبط بشمالها؟

نعم, لسنا مستقلين, قسم صغير مرتبط بجنوب كردستان والقسم الأكبر مرتبط بشمالها, لكن في كلا الحالتين برأيي إذا كانت كردستان مستقلة فهو أفضل, أما مسألة الاستقلال نراها اليوم مسألة صعبة, دعنا لا ننجر وراء أحلام أسميها أحلام الطفولة, و دعنا لا ننجر وراء عاطفتنا في السياسة, فلنكن سياسيين, حلم كردستان سوف يتحقق, ولو كنت أعلم أن الحلم لن يتحقق, لما كنت أفنيت عمري في سبيل تحقيق ذلك الحلم, شيئاً فشيئاً سوف يتحقق ذلك الحلم, اليوم تحققت الفدرالية في كردستان العراق, غداً سوف تتحقق في كردستان تركيا, بعد غد سوف تتحقق في سوريا, الأمر كله مسألة وقت, لن يتحقق اليوم أو غداً, سيطول قليلاً, ولكن سيتحقق, لن نستطيع القول أننا سنكون مستقلين, لأن الأمور ستسوء, على سبيل المثال فأن تركيا وإيران وكذلك العرب سوف تعمل على إجهاضها.

الآن متشكل إقليم مستقل في جنوب كردستان أو شمالها,  أما في غرب كردستان ( روجآفا ) صعب أن يتحقق ذلك,  وبفعل سيطرة دولة قوية مثل أمريكا هل بالإمكان أن يتحقق ذلك ؟

لا أضمن ذلك, ولا أود الخوض في هذه المسألة مطوّلا, لأنه قد لا يروق الأمر لللكثيرين, وقد ينزعجوا من الأمر, ولا أودّ ذلك, فلندع الأمر هكذا, هكذا أفضل.

– إذاً تعتقد أن أمريكا ليست الجهة الضامنة لذلك في تحقيق حلم كردستان؟

كلا ليست ضامنة, أذكر أنه دعانا البارزاني يوماً, وذهبت أنا وسكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران عبد الله اسحاقي والذي كان يعرف بـأحمد توفيق إلى بيروت, اجتمعنا بممثل في وزارة الخارجية الأمريكية, كان ذو هيئة أميكيّة, طويل القامة وسألنا أنتم تطلبون بناء دولة كردستان, ونحن غير موافقون على هذا الأمر, سألته: ولمَ لست موافقاً سعادة السفير؟ رد بأن كردستان كلها شجر وحجر, أين ستقيمون تلك الدولة !

– لكنهم الآن يتصارعون على البترول !

ضاحكاً, أخبرناه أننا حين ثرنا لم نأخذ الإذن منك, قالها أحمد توفيق وانزعج الوزير من حديثنا, مكرراً بأن كردستان كلها حجر وشجر أين سوف تقيمون دولتكم؟ هم اليوم موافقون على إعلان دولة كردستان لأنها تخدم مصالحهم, برأيي ألا نثق بأحد, علينا الاعتماد على أنفسنا فقط, ساعة انتهت المصلحة الأمريكية تركوا البرزاني هنالك وحيداً.

تقولون في مقابلة لكم أن أمريكا تركت المرحوم ملا مصطفى البرزاني 1972وحيداً حين لم يعد لها مصلحة, نحن نعلم بالمصالح الأمريكية في كردستان وفي الدول الجوار, لكن الجيل الجديد يؤمن بأن أمريكا سوف تحقق لهم الحلم وبأنه لولا أمريكا الضامنة, سوف تعمل تركيا على اجهاض تجربة جنوب كردستان المستقلّة, وكذلك الأمر بالنسبة لإيران أيضاً.

قد يكون ذلك, لكن في جنوب كردستان على حده, وكذلك الأمر لشمال كردستان أيضاً, أي على حده, لكنها غير مؤيدة لكردستان موحّدة.

– وماذا عن الموقف الروسي حيّال ذلك؟

صراحة, لا أثق بروسيا, منذ  زمن القيصر, إلى الشيوعيين, والآن الجمهوريين أيضاً, مواقفه ليست  بأفضل حال تجاه الكرد من سابقاتها.

لكن ألا تتفق معي أنهم كانوا السبّاقين – وقبل الأوربيين أيضاً – إلى التعريف بالكرد, وكانت لديهم اتصالات مع الكرد, لكن تلك العلاقة بقيت راكدة و لم تتطور, ما السبب برأيك؟

سأصارحك القول أن عبد الرزاق بدرخان كان من أفضل الشخصيات التي ناضلت من أجل القضيّة الكرديّة, وحاول جاهداً أن يجتمع مع الروس, لكن وزير خارجية القيصر لم يقبل التفاوض معه حتى جاء إلى استانبول واغتاله الأتراك, فالروس الشيوعيين لم يقدّموا شيئاً للكرد, كانوا يسمعوننا كلاماً معسولاً دون فعل, علينا أن نتخذ سياسية معقولة, تلتف حولك القاعدة الشعبية من الكرد, لا بأس إن مدّ الروس والأمريكان والفرنسيين لنا يد العون, لكن يجب ألا نتكل عليهم بالمطلق.

لو أتينا على ذكر الدول الكبرى والدول المجاورة التي تحاول مساعدة الكرد أيضاً من الدول المجاورة التي تملك القوة, هنا أقول أن الحزبيّة ضربت صفوف الكرد قبل أن ينتهجوا أية سياسة, والأمثلة موجودة في الأجزاء الأربعة, ألا تؤثر هذه الحزبويّة على مستقبل الكرد؟

أتيت على ذكر شيء مهم وهو أن هذه الدول قوية منذ الأزل الترك و الفرس و العرب هذه الدول سوف تقوم يوما ما بمساندتنا بهدف تحقيق مصالحهم و أيضاً لأهداف أخرى هذا أولاً و ثانياً الكرد في الشرق الأوسط هم 40 أو 50 مليون نسمة و هم قوة كبيرة و إذا قاموا بتسيير سياسة ناجحة سوف ينجحون في المستقبل هذا من وجهة نظري لكن الأحزاب الكردية التي تأسست هي لا تعمل لخدمة الكردايتي, معظمهم تم تأسيسها من قبل الاستخبارات السورية, أنا لا أقول كلها كي أكون صادقاً مع نفسي لكن معظمها هي من صنع الاستخبارات السورية, مازحت ذات يوم رفاقنا في تركيا و قلت لهم أن لا أعي شيئاً من سياستكم, جميعكم أبناء آغاوات وبرجوازيين,  وجميعكم أصبحتم ماركسيين, فضحكوا وقالو؛ أولست أيضاً ابن آغا, فقلت أنا لست ابن فلاح ولكني لست ماركسياً. لقد لعبت استخبارات هذه الدول دوراً كبيراً في تفكك الحركة الكردية خصوصاً في سوريا.

يقول البعض بأن الاستخبارات السورية كانت تعطي المال لبعض الأحزاب الكردية ولهذا السبب انقسمت الأحزاب على أنفسها, ماذا تقول    في هذا؟

أجزم الخبر, حتى أن بعض الأحزاب قدمت خدمات مجانية للاستخبارت ودون مقابل مادي للأسف, لا أستطيع أن أنفي الأمر, غداً, وبعد زوال البعث ستتوضح الكثير من الأمور السيئة الي قامت بها الاستخبارات, عملوا على تفرقتنا منذ التأسيس وحتى النهاية كانت لهم عيون بيننا.

هل مارس النظام هذه السياسات وهذا الاستبداد فقط مع الكرد, أم أنه مارسها مع غيره من التنظيمات والأحزاب الأخرى الجديدة في المنطقة مثل داعش والإخوان؟

مارس النظام هذه السياسات مع الجميع, لأنه لا يقبل أحداً غيره والشيوعيين الذين ينتهجون سياسته, الشركاء, كانت هناك أحزاب شيوعية لكنها كانت بعثية ولا يستطيعون الخروج عن طور الحزب, الأحزاب الحقيقة التي عملت هي التي صنعت استقلال سوريا 1946 وهم حزب الشعب والحزب الوطني وحزب التعاون الاشتراكي, وهذه الأحزاب الثلاثة لم يبقى لها وجود في سوريا.

– إذا أتينا على ذكر تنظيم “داعش “توسّع وتمدد ليس في سوريا والعراق فقط، وبالأخص في هذا الوقت, مثلما يبدو أن الهدف الأساسي لهذا التنظيم هو الكرد بالرغم من أنه يدعي عدائه للعلويين, هل تعتقد بأن للدول الكبرى يدٌ في هذا التنظيم؟

دون شك, لكن لا أعلم بالضبط من هي هذه الدول, بيد داعش الآن ملايين الدولارات, من أين  يأتي بهذا المال, وتم التأكيد بأن هناك طائرة تهبط في تل كوجر وتمدهم بالأسلحة,  وهي طائرة بيضاء لا تحمل رمزاً أو علماً, لكنها كانت طائرة ليست حماراً أو بغلاً, لذا أقول بأن هناك جهات تدعمهم, لكن من هي لا أعلم. في البداية ساعدهم بشار الأسد وساندهم لكنه ندم  في الآونة الأخيرة بعد إن خرجت الامور من يده ولم يعد بوسعه أن فعل شيء.

– يقال أنه لـحزب الاتحاد الديمقراطي” PYD ” علاقات مع النظام السوري, ألا ترى أنه من حقهم التواصل حتى مع الأعداء في حالة الحرب, أين يكمن الخطأ في ذلك؟

أخبرت صالح مسلم أنا لست منزعجاً من تواصلك مع الاستخبارات السورية إذا كانت هذه العلاقات في خدمة الكرد, ولكن يسوءني أن تكون هذه العلاقة ضد مصلحة الكرد, فالبارزاني كانت له علاقات مع الشاه ومع العراق أيضاً, و كذلك مسعود البرزاني وجلال طالباني كانت لهم علاقات مع صدام حسين  ومع الشاه الإيراني أيضاً, هذا أمر اعتيادي, لا بد من وجود هكذا علاقات, ولحزب الاتحاد الديمقراطي إنشاء هكذا علاقات, ولكن ما يزعجنا من هذه العلاقات استخدامها ضد الكرد, وهم يعملون بالسياسة,  ولكن لا يجوز تسخير هذه العلاقات في خدمة حزبهم فقط.

– ماذا بشأن طلب الأسد اللقاء بكم,  وهذا ما فعله الـ “PYD “, وأنتم كحزب لكم باع طويل في السياسة والتي توصف بالمرنة, لماذا لم توافقوا على اللقاء مع النظام؟

لن أقول لماذا.. لكن طائرته انتظرت نصف ساعة في مطار القامشلي للقاء بي, إلا أني لم أستجب لطلبه, وحتى الآن يرغب في اللقاء بي ولا أذهب, لا أعلم إن كنت على صواب أم لا, هذا ما سيقرره الكرد مستقبلاً أن كنت صائباً أم مخطئاً في قراري.. قد يأتي يوم وأذهب للقاء به..

– كيف تنظرون إلى الثورة السورية التي بدأت أول ما بدأت شبه مسلحة عكس مثيلاتها في كل من تونس ومصر, حبذا لو حدثتنا عن الحالة السوريّة ؟

قطّ لم تبدأ الثورة مسلحة من قبل الشعب, كنت وجلاً جداً من الحالة السوريّة, حتى أني أسررت لرفاقنا في الحزب في إحدى اجتماعاتنا أنهم سيدفعون الشعب إلى حمل السلاح, صحيح أن الاستخبارات السورية وليدة 40- 50 سنة إلا أن لها الكثير من الألاعيب والأحابيل في هذا المجال, هم بأنفسهم أشعلوا هذه الثورة بالسلاح وابتلوا بها, هي ذكية وضليعة جداً والسوريّ يعلم تمام الحقيقة, وأنا أعلم ذلك لأنني ابن هذا البلد, أعلم كيف كانوا يخلقون الفتن ويقسمون الأحزاب والعشائر وحتى رجال الدين ومثال ذلك آل الخزنوي وآل حقي الذين فرقتهم الاستخبارات لعدة أقسام وصنعوا لكل عشيرة عدة آغوات, وجعلوا من (صاحب التفاحة) الرجل المدلل لديهم.

– برأيكم ما هو مطلب المجموعات الراديكالية والذين يدّعون الإسلام ماذا يريدون من الكرد؟

لن أقول شيئاً , لأني لو تحدّثت قد يكون كلامي غير مرغوبا به, سأسرد لك حادثة, زرنا يوماً الشيخ عزالدين رحمه الله في قرية “خزنة” وتحدث الجميع, وأردت الحديث, لكن الشيخ قال لي تمهل يا حميد, فلي حديث خاص معك, وبعد الانتهاء قال لي: أنت ضد الدين وضد عائلة الشيخ, وقلت له بأن رفاقي أجبروني على المجيء معهم لذا سأقول كلاماً قاسياً, قلت أنا لست ضد الدين وطبعا ليس طمعاً بالجنة,  وإنما لأن الكرد مسلمون وأنا لأجلهم أحارب أعداء الكرد, وبالنسبة لعائلة الشيخ ماعاد بمقدوري غير ذلك, فقال لي رفاقي أنك أفسدت الأمر, قلت ألم أقل لكم لن آتي معكم وأجبرتموني على  المجيء. لا أعلم ماذا يريد المسلمون من الكرد, داعش مثلا هاجم جنوب كردستان واحتل مساحات واسعة منه, اعتقل المئات والآلاف من الكرد وقتلهم وذبحهم, وفي سوريا أيضاً هاجم 380 قرية في كوباني ودمر المدينة.

إذا تحدّثنا عن مرحلة جديدة وهي رغبة بعض الأطراف اجتماع المعارضة السوريّة في روسيا ؟

لست من أنصار ذلك, إذا أراد الكرد والعرب والسريان حل مشاكلهم عليهم أن يجتمعوا سويّة, وحزبنا هو الأكبر مكانة وقدرا لدى المكوّن العربي والسريانيّ.

هل تعتقد بأن النظام سوف يسمح بذلك؟

سوف نبذل جهداً كي نحقق ما نريده نحن الكرد والعرب والسريان والتركمان,  أن نجتمع سوية ونسعى لحل المشكلة, وإيجاد الحلول المناسبة لها كي نحقق السلام في سوريا,  لكن الدول الخارجية تحول دون إيجاد الحلول المناسبة لهذه المعضلة في سوريا, وإيقاف سيل الدماء, تشرد الملايين في دول الجوار, عشرة ملايين سوري يعيشون في الخيم,  دون ماء وكهرباء, من يدّعي العمل لخدمة شعبه عليه أن يعمل لأجله ويخدمه, وسيكون حزبنا إحدى الأحزاب المبادرة لإيجاد حل للأزمة في سوريا, الأمور لا تحل بالقتل والذبح, إذا ذبح داعش مليون كرديّ سيبقى هنالك 23مليون كرديّ آخر, الأفضل أن تحل الامور. سيعود الكرد في كوباني إلى بيوتهم, لكن البلد دمر وانهارت المباني, و لم يعد هناك حتى صحن للأكل, 380 قرية أضحت مدمّرة لا ماشية ولا دواجن, ماذا سيفعل الشعب إذن؟

هؤلاء هم المسلمون العظماء الذين دمروا كوباني, أيّ إسلام يدّعونه, الاسلام يقدّر الآخر لا ينهبه,  لكن كلي إيمان بأنه سوف تشرق شمس الكرد, وسنكون في المقدمة, لكن شيئاً فشيئاً لهذا نحن نعمل بكل ما بوسعنا كي نصل إلى مبتغانا و هدفنا بإرادة الله.

نشر هذا اللقاء المترجم في العدد الورقي من صحيفة “Bûyerpress” العدد (15) 2015/3/15

 

 

التعليقات مغلقة.