تاريخ الفنون الجميلة المعاصرة في سورية

102

يتحدث ك3512460293تاب (منعطف الستينيات في تاريخ الفنون الجميلة المعاصرة في سوريّة)، لمؤلفه الدكتور عبد العزيز علون، عن مرحلة هامة في تاريخ حركة التشكيل السوري، عاشها وشهدها الدكتور علون بأم عينيه، وكان أحد الفاعلين الأساسيين فيها، حـــددها بالنصف الثاني من خمسينيات القرن العشرين والنصف الأول من ستينياته، إذ شهدت هذه الحركة تطوراً ملحوظاً.

يمهد المؤلف للولوج إلى موضوعات كتابه بالقول، إنه والفنان نبيه قطاية (وكان يومها طالباً في السنة الأخيرة في قسم الأدب الإنجليزي، ونبيه قطاية في كلية التربية بجامعة دمشق)، لفت انتباههما، في غسق يوم خريفي بدمشق، تثبيت الفنانين محمود دعدوش وجوليو بالوتسي، لطائر السنونو الحديدي على واجهة صالة (الفن الحديث العالمي) التي افتتحت في قلب دمشق بتاريخ 20 من أكتوبر..

وهي للأخوين محمد ومحمود دعدوش، غير أن الأخير انفصل عن أخيه وأسس صالة (أورنينا للفن الحديث) عام 1968.

ويشير المؤلف إلى أنه انخرط منذ العام 1960، بالتعاون مع الأخوين دعدوش، وظل هذا التعاون قائماً على مدى نصف قرن من الزمن، وتُوّج ذاك بتأسيسهم منذ بضعة سنوات، مدينة (الدار) للفنون والثقافة في أول ضاحية (دروشا) في ريف دمشق، التي ضمت: صالة عرض، مراسم للفنانين ومكان لإقامتهم..

إضافة إلى ما تجمع لدى محمد دعدوش من أعمال فنيّة خلال إدارته لصالة (الفن الحديث العالمي) التي شكلّت محور موضوعات الكتاب. فهذه الصالة الواقعة وسط دمشق، لم يقتصر نشاطها على تقديم الأعمال الفنيّة، وإنما شهدت الكثير من النشاطات الأدبيّة والفكريّة شارك فيها نخبة من أعلام سوريّا، آنذاك، أمثال: مطاع الصفدي، ونزار قباني..

ومحمد الحريري، وفاضل السباعي، وصلاح دهني، وغسان الرفاعي، وشوقي بغدادي، وزكريا تامر، وياسين رفاعيّة، وعبد المعين الملوحي، وعبد الكريم اليافي، وعادل أبو شنب، وكوليت خوري.. وغيرهم. ومن الفنانين التشكـيليين الذين عرضوا فيها: ميشيل كـــــرشة، وفاتح المدرس، ومحـــمود حمّاد، ونصير شورى، ولؤي كيالي، ونذير نبعة، وأدهم ونعيم إسماعيل، وسامي برهان.

وزع الكتاب فصوله على صالة الفن الحديث العالمي ودورها في تنشيط الفن التشكيلي، والمناخ الثقافي بشكل عام. ثم أطل على المشهد العام لمنعطف الستينيات في القرن الـ20، فتناول الحياة الاجتماعيّة في دمشق..

ومناحي الحياة الثقافيّة وتوجهاتها، والسوق الفنيّة وتطورها، ذلك لأن صالة الفن الحديث العالمي لم تكن مجرد قاعة للعرض تفتح أبوابها في ساعات محددة، بل كانت بيتاً للفنانين والنقاد والصحافيين والأدباء والمفكرين، نساءً ورجالاً. كما شهدت عرسين لفنانين هما: رجائي الصفدي ونعيم إسماعيل في العام 1961.

وفي هذه الفترة، تأسس المعهد العالي للفنون الجميلة في دمشق (تحوّل بعد عامين إلى كلية). فالتحقت به مجموعة من الفنانين الشباب الذين أصبحوا أصحاب رأي ودور واضح في الحركة الفنيّة التشكيليّة السوريّة، منهم: أسعد عرابي، وصخر فرزات، وفائق دحدوح.

وأفرد المؤلف أحد فصوله لهموم النقد الفني، ونشوء صالات العرض الخاصة والعامة، كما توقف عند مؤتمر الفنانين التشكيليين العرب، والنداء الذي وجهه فنانو سوريا إلى الفنانين العرب ومن ما جاء فيه: “نحن نعتقد ونؤمن بالطريق الواحد أمام الفنانين العرب، في كل أرض عربيّة”. وفي الختام، تحدث الكتاب عن فنانين سوريين وصلوا إلى صالات الفن الحديث، ثم عرض حزمة من أوراق متفرقة من تاريخ الفن في سوريا خلال المرحلة تلك.

بيان الإمارتيّة

 

التعليقات مغلقة.