قرية نصف سكانها فقدوا ساقهم اليمنى

38

فقد 50% 100907Image1من سكان قرية بوريدر القريبة من سفح جبل سورين الحدودي مع ايران ساقهم اليمنى جراء انفجار الالغام الأرضية التي زرعت إبان الحرب العراقية الايرانية.
ويشعر أهالي القرية بالامتعاض لكونها مهملة من قبل السلطات، ولا توجد فيها أي خدمات، فقد اضطر رئيس المجلس البلدي محمد حمه أمين للاستقالة قبل ثلاثة أعوام، لعدم تمكنه من تقديم أي خدمة للاهالي بسبب عدم صرف أي مبالغ مالية لذلك.
وتفتقر القرية لأبسط الخدمات، مثل الطرق المعبدة أو وجود مستشفى حكومي كما هو الحال بالنسبة للماء والكهرباء، والامر سيان بالنسبة للواقع التعليمي، إذ أن الطلبة يمكنهم الدراسة حتى الصف الخامس من المرحلة الابتدائية فقط وبعدها يتخلون عن الدراسة.
ويضيف حمه أمين أن “إدارة شؤون القرية صعب جدا مثل محاولة تحريك جبل، فبقدم واحدة لا يمكن قضاؤها”.
ويقول عمر شاسوار صالح، الذي فقد ساقه منذ عدة أعوام إنه مازال يشعر بآلامها، وهو يبلغ من العمر 46 عاما وعليه اعالة ثلاثة أطفال.
وتقع القرية على مرتفع جبلي، وهي محاذية لجبل شاهق، وكان محيطها قد تم تلغيمه إبان الحرب العراقية الايرانية التي استمرت ثمانية أعوام، ويقول أهالي المنطقة إنه مازالت هناك ألغام غر متفجرة فيها.
ويعدد صالح أسماء العديد من الرجال الذين فقدوا سيقانهم جراء انفجار الالغام الارضية عليهم، مثل: حمه جان، وعمر، وعبدول، وغريب، وأحمد، وصالح، وعبد الرحمن، وصابر، وعبدول، ودياري، وآخرون، وهناك نسوة ايضا فقدن أحد أطرافهن مثل كولبهار وشلير، وفقد جميعهم أطرافهم السفلى اليمنى.
ويشير صالح إلى أن هناك من فقد حياته جراء انفجار الالغام الارضية، مثل؛ عارف حمه خان سمين، وحمه رشيد أحمد مجيد، وطاهر فرج، وحسن محمد.
وعلى الرغم من قيام حكومة إقليم كردستان برفع تلك الالغام الأرضية خلال الأعوام الماضية، إلا أنه مازالت هناك بعض الالغام التي تشكل خطرا حقيقيا على أرواح المدنيين الساكنين في تلك المناطق الحدودية.
وتقول كولبهار كريم “كنت أحلم باتمام الدراسة والحصول على شهادة عليا، لكنكم ترون حالي”، مبدية استياءها لأنه “لاتوجد في القرية ما نشغل به أوقات الفراغ مثل الانترنت وشبكات الاتصال”.
وتضم القرية 27 منزلا، وتركت الألغام الارضية أثرا لقصة حزينة في غالبية هذه المنازل، ويقول عبدول محمد إن والده كان في صفوف بيشمركة الحزب الديمقراطي الكردستاني منذ عام 1962، لكنه فقد حياته جراء انفجار لغم أرضي عليه.
ولم تتسبب الالغام الارضية لأهالي القرية في فقدان الأرواح أو أحد الأطراف فحسب، بل تسببت كذلك في فقدان ماشيتهم، ويعبر محمد عن خشيته أن “يهاجر الشبان من القرية”.

رووادو

التعليقات مغلقة.