نظرة نقدية لـ:  قانون واجب الدفاع الذاتي / عمران فرمان

30

” الدفاع 490     نظرة نقدية لـ  قانون واجب الدفاع الذاتيعن الوطن واجب على كل مواطن, بل يدخل ضمن القداسة”
يقول المثل ” ما من أحد يخطّط للفشل ” ولكن هناك من يفشل في التخطيط, فمن ذا الذي استشار على حكومة الإدارة الذاتية سنّ قانون الدفاع الذاتي والذي يلزم بموجبه كافة مكونات الشعب في كردستان سوريا من سن 16-30 سنة للالتحاق بالخدمة الذاتية والتي لا تتجاوز مدتها ستة أشهر؟ يقيناً إن تنفيذ أيّ مشروع يُخطـَط له لمعرفة نسبة نجاحه من عدمه, فهل هيّأت الإدارة الذاتية المجتمع لتقبّل الفكرة؟ وهل تجاوزوا خلافاتهم حتى مع أبناء جلدتهم لإقناعهم بالقانون وتنفيذه عن قناعة؟ أم أن الأمر متعلّق بالقيام بعمل ما دون الأخذ بعين الاعتبار نسبة النجاح والخسارة؟
ثم ما هي حدود المنطقة التي سيُفرض فيها هذا القانون ودائرة الدفاع عنها؟ ألن يخلق حالة من الاستفزاز لدى الآخر غير المؤمن بفكرة بالإدارة الذاتية, والبعض المختلف معهم فكرياً والذي يراها حالة عدائية لوجودهم؟
وإذا ذهبنا مع المبدأ القائل ” صعبها تصعب, وهوّنها تهون ” فالتضاد واضح ولا يمكن الجمع بينهما .
لكن متى ” تهون”؟.. حينما يكون هناك إجماع بين مكونات المجتمع على أمر معين وإيماناً بذاك الشيء نسعى في المستحيل, الأمر أهون من الهيّن إذا امتلك الأمر ذواتنا, والأشهر الستة ليست من الصعوبة سيّما إذا كانت بـ “التقسيط المريح ” وهي أقرب لحالة التدريب الجامعي, إذ يخضع الطالب الجامعي لدروس غايتها  التعرف على السلاح وأنواعه, وكيفية استخدامه,  وبعض الدروس العقائدية عن الوطن والقائد, لأن الحب كفيل بنقل جبل من مكان لآخر .
المعضلة في البعض ممّن لا يؤمن بطرحك ولا يستحوذ عليه محبة الموضوع المطروح, ساعتئذٍ ” تصعب ” وتنشلّ القدرات ولا يعود بالإمكان نقل حفنة تراب   ” من الباب للمحراب”. ويتمالك المقاتل شعور عدم الرضا عن الذات ويغدو كالمرسل غصباً لطريدة فإما فشلُ الظفر بها وإما خنقها وكلتا الحالتين خسارة .
ثم أن قوانين “الدفاع الذاتي” تـُفرض في حالة تكون فيها الدولة واضحة المعالم وذو سلطة واحدة تلتهب مشاعر الجماهير فيها ضدّ أيّ غاصب ومحتل.
أما وما نحن عليه الآن فالأمر مختلف, لأن غالبية عناصر جبهة النصرة وداعش تربطهم أواصر قرابة لأناس يعيشون بيننا في كردستان سوريا ضمن قرى بعثية نموذجية أو غيرها؟

فهل بالإمكان إجبارهم لقتال أخوتهم؟ وإلى أي حد سيكونون أوفياء؟ وقد يغدون جواسيس داخل الخدمة, ينقلون كافة تحرّكات ومعلومات لجهات معادية عبر وسائل الاتصال الحديثة .
ثم عن أيّ وطن وقائد سوف تتحدث مع المختلف معك فكرياً وعقائدياً, وإن كان بإمكانك السيطرة عليه اليوم فأنك تضع الجمر تحت التراب وتتركه متقداً. هناك من يرى بأنك اقتطعت جزءاً من بلاد (العـُرب) ولا يعترف بحقك في الحياة, وقد تربى في مدارس البعث على نمطية ” اللون والحزب والأرض والأمة الواحدة  “.
قبل أن تقوم بسنّ تشريع ما, عليك  أيّها المُشرعْ, بحث جميع الإشكالات المترتبة والمتعلقة بتشريعك, لمن يصدر هذا القانون وكيفيّة ومدى تطبيقه وأثره في هجرة الشباب الكرديّ, مدى تأثيره على الوضع الاقتصادي والديموغرافي في المنطقة, وما أثره على خلق ظاهرة العنوسة لدى فتياتنا؟ ولمَ يـُقبل بضمّ القاصر أو القاصرة ضمن صفوف الذين يشملهم القانون ما دام هناك سناً معيناً لذلك؟ لماذا إذاً تخرق قانوناً أنت واضعه؟ القوانين هي سياج الدولة, إن اختـُرقتْ ضاعت هيبة الدولة .

التعليقات مغلقة.