الطريق إلى دهوك /بهجت اوصمان

30

ألم 400        الطريق الى دهوكترى كيف تهافتت الأحزاب – دون التعرّض للأسماء – وفي ساعات جدّ قصيرة على طريق بيّن وقصير، يفضي إلى اجتماع في دهوك. هؤلاء الذين تشدقوا وحتى الأمس القريب بأسوأ الشتائم لمن رعاهم ودعاهم لجلسة المصير, لكنهم عاشوا خجل نظرات الأعين وسقطت الأنظار نحو الأسفل لتلامس أقدام خونة الأمس – كما طابت لهم التسمية-  وأسياد اليوم كما اعترفوا.
فلتعزف أبواق زمار وشنكال وربيعة ألحان النصر البرزانية، ولتقرع طبول قامشلو حزنا على ضياع طريق دهوك بعد ان الاهتداء إليه والإخفاق في جلسات المجلس، السير الصحيح نحو الهدف والمبتغى.  أذهلتهم نشوة العروش وسكرة كراسي الملوك ليستفيقوا من جديد, ويعلنوها خلافاً دون اتفاق، لأنهم مسيّرون لا يهتدون من فكر سوى المكتوب, ولا يفقهون السير على الطرقات إلا المرسومة والمعدّة لهم, ويقفون عند أول حاجز يعلنون فيه فروض الطاعة.
كلّ يغني على ليلاه, ويرغب في مبتغاه, أما المساكين والنازحون والمهاجرون فليس لهم سوى الموت برداً وجوعاً. كلّ حمل عِجله ليرعاه في حظائر أوروبا أما عامّة الشعب فهم قرابين وضحايا في جبهات جزعة وتل حميس أو يزجّون في ظلمات أفكار أفلاطونية في جمهورية الأمة الديمقراطية ، وذات الأربعة عشر ربيعا تساق نحو خريف بائس لا هوية له ولا عنوان وبنظريات بائسة.
يعلنونها تنحو نحو المجهول لتقف مكتوفة الأيدي لا حول لها ولا قوة في مجلس متناثر الأفكار في اثنا عشر جسد لا يربط بعضهم ببعض سوى خلافات وعنتريات دونكيشوتية, لا تمسّ الواقع بشيء سوى أنها أبواق ينفخ فيها الغير, وجرائد تكتب وتنشر من فكر الآخرين وعلى يد الآخرين, وبيادق يلعب بها الأقوياء ما داموا هم الضعفاء، ضعفاء في الفكر والحركة، في الوحدة والتقارب، وعند أول لقاءٍ لهم عند أبواب الصناديق يدوّنون أسماءً من غير خاناتهم ليعلنوها كسراً لقاعدة “انما المجلس الوطني كجسد واحد اذا اشتكى منه عضو” والطاؤوس فاتح ريشه الذهبي يتمختر في قاعة الانتصار ليسرق نظرات الخيانة من وجوه الضعفاء، مبشراً بالوعد الذي كان, ويلتفت لينذر الآخرين بقدوم الطامّة الكبرى، لترتعش الأفكار من هول الصاعقة ولتهرب نحو الذات المنكسرة لإعادة شيء مما فقد, ولكن المتهم بريء حتى ….. والحكم ينتظر، وديمقراطيتهم باحت بما فشلوا في إخفائه، وحروفهم نطقت ها هم الأوفياء لوعدهم, وهاهم الخاسرون, ألا فليتقوا الله بما فعلوا  وليتفق الباقون، فالطريق الى دهوك قصير وشيفرته البارزاني.
وهو المفتاح والأمل وهو إن فهمنا وحي دمعته، أريج وجدانه ، وحقيقة ما يختلج في صدره تجاوزنا الحفر والتقينا الى القمم التي تضحك للشمس .

التعليقات مغلقة.